الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي من الاكتئاب أبعدتني عن الناس، فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب يعمر 21 سنة، أعاني من التفكير الزائد دائما، وأشعر أنني تائه دائماً، كما أعاني من ضعف وتشتت التركيز، والعشوائية بشكل كبير جداً، وصعوبة إنجاز أي شيء تقريباً.

كلما أنوي فعل شيء أفشل ولا أستمر، فأنا ضعيف أمام نفسي وأمام الناس، وأعاني من صعوبة النوم، وغالباً ما أنام في الصباح.

علماً بأني أدرس في الجامعة، وأجد صعوبة في التعامل في بعض المواقف الاجتماعية بسبب التفكير المسبق للقاء معين.

ابتعدت عن الناس، ولكن ليس بشكل كامل، لأنهم بدؤوا يلاحظون مشكلتي، ودائماً أشعر بالتعب والكسل، وقبل سنتين عانيت من اكتئاب، وليس لدي أي هدف حاليا، ولا أنجز أي شيء.

علماً بأني في السابق كانت درجاتي جيدة، وكنت لاعب كرة مميز جداً، وعلاقاتي الاجتماعية كانت ممتازة، وكنت أنظم المناسبات الاجتماعية أو الرحلات مع اصدقائي في كثير من الأحيان.

هناك شخص قريب جدا مني، مصاب بمرض نفسي، هل يمكن أنني قد تأثرت به ولو بطريقة غير مباشرة، وإذا كان كذلك، فما الحل، وما هي نصيحتكم لي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

معظم الأعراض التي شكوت منها هي أعراض اكتئاب نفسي، وإن كانت هناك مشاكل رهاب اجتماعي، ولكن التدهور الدراسي والتعب الشديد والكسل ومشاكل النوم، هي أعراض للاكتئاب النفسي، وذكرت أنك عانيت من نوبة اكتئاب قبل سنتين.

الشيء الآخر: العامل الوراثي في الأمراض النفسية يعلب دورًا كبيرًا، خاصة إذا كان الشخص الذي كان يُعاني من مثل ما تُعاني تربطك به صلة قرابة، فالعامل الوراثي يلعب دورًا، وليس العامل الغير مباشر.

لذلك أنصحك -أخي الكريم- بمقابلة طبيب نفسي، لأنه من المهم في هذه المرحلة أن تُعالج نفسك؛ لأن هذه الأعراض قد أثَّرتْ على دراستك، وخاصة في مشكلة النوم، ويمكن أيضًا أثَّر على التركيز، وفي أداء الواجبات الدراسية، لذلك عليك التواصل مع طبيب نفسي، والعلاج إمَّا أن يكون دوائيًا أو علاجًا نفسيًا، وهناك أدوية كثيرة الآن مضادة للاكتئاب، فعّالة، وآمنة، ولا تُسبب الإدمان، كما أنه أيضًا يمكن يصف لك الطبيب علاجًا نفسيًا، فليس العلاج بالدواء فقط، وقد يجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي، وهذا يكون أفضل.

إذًا عليك بمراجعة طبيب نفسي -أخي الكريم- ليقوم بعد المعاينة المباشرة والوصول إلى التشخيص المناسب، ومن ثمَّ وصف العلاج المناسب.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً