الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرعة ضربات القلب هل هي مرض نفسي أم جسدي؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 29 عاما، في يوم العيد أصبت بسرعة في ضربات القلب، وذهبت إلى المستشفى، وعملوا لي فحوصات أنزيمات القلب -والحمد الله- كلها سليمة، وبعدها أصابتني الحالة مرة أخرى، فذهبت وعملت فحص القلب في المجهود، وفحص الإيكو -والحمد الله- الفحوصات كلها سليمة، ولكن أصابني إحباط، وكثرة التفكير في الموضوع، حتى أنها أصابتني مرة أخرى، وأصبحت قليل الحركة والأكل، وأحب أن أكون منطويا لوحدي.

ذهبت إلى طبيب باطني، وقال لي: إنها مشكلة نفسية، ولا يوجد أي شيء عضوي، يوجد فقط قولون عصبي، وأعطاني الدواء، أرجو تفسير حالتي، وكيف أخرج منها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تسارع ضربات القلب من النوع الذي تحدثت عنه إذا كان مصحوبًا بنوع من القلق والمخاوف هذا يُعتبر حالة نفسية مائة بالمائة، أما إذا كان التسارع لوحده دون وجود قلقٍ أو خوفٍ ففي هذه الحالة ربما يكون نوعًا من التسارع الفسيولوجي للقلب، يعني غير المرضي.

وهذه الحالات تأتي من الإنهاك الجسدي والنفسي، وفي بعض الأحيان الذين يُكثرون تناول الشاي والقهوة قد يكونون عُرضة لمثل هذه الحالات، وبعض الأحيان نشاهد هذه الحالات أيضًا عند الذين لديهم ارتفاعًا في هرمون الغدة الدرقية.

أيها الفاضل الكريم: أنت الآن الحمد لله قمتَ بكل الفحوصات الطبية، وأكد لك الأطباء أن قلبك سليم، من هنا يجب أن تبني قناعة بالفعل أن قلبك سليم، وأن هذه الضربات إمَّا أن تكون ضربات فسيولوجية حميدة وطبيعية، أو أنها بالفعل مرتبطة بما يُعرف بنوبات الهلع أو الفزع، والتي هي حالة قلقية نفسية حادَّة، قد تأتي دون أي مقدمات ودون أية أسبابٍ معلومة.

والعلاج بسيط، يتمثل في التجاهل التام لهذه الأعراض، وعدم التردد على الأطباء، والإكثار من ممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية، وبما أن الطبيب قد ذكر لك أن لديك قولونا عصبيا – والمسمى الصحيح هو القولون العُصابي، أي المرتبط بالقلق – فأنا أرى أن أفضل تفسير لحالتك هي أنها كانت نوبة هلع أو فزع عارضة، وليست خطيرة قطعًا حتى وإن كانت مزعجة، وإن شاء الله لن تتكرر، وحتى إن تكررت من خلال التجاهل وممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية سوف تنقطع عنك تمامًا.

كما أن هنالك أدوية ممتازة جدًّا مضادة للقلق التوتري، وكذلك نوبات الهلع والفزع، منها عقار يُعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويُسمى علميًا (استالوبرام).

لا أريدك في الوقت الحاضر أن تتناول هذا الدواء، ذكرتُ لك المعلومة فقط من أجل الاطلاع عليها والإلمام بها، والمطلوب منك هو التجاهل، وعدم التردد على الأطباء، وممارسة الرياضة بكثافة، وممارسة التمارين الاسترخائية، والتقليل من شرب الشاي والقهوة، وأن تنظم وقتك، وأن تلجأ إلى الدعاء، وأن تجعل لحياتك أهدافا ومعنىً، لأن بالانشغال يكون الإنسان إيجابيًا في حياته ومفيدًا لنفسه ولغيره ودائمًا يعطي الشعور بالطمأنينة ويُقلل القلق والتوترات.

بارك الله فيك – أخي الكريم – وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً