الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض نوبة الخوف ما زالت تلازمني فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصبت بحالة من الخوف وبعدها توقفت دورتي الشهرية -أعزكم الله-، وبدأت أشعر بأن الوضع غريب من حولي، وكأنني أعيش في حلم، وأستيقظ من نومي وأنا مفزوعة جدا، أتخيل بأنني ميتة، كل هذه الأعراض تطورت وزادت بعد نوبة الخوف، والآن أشعر بأنني لا أعيش في الواقع، حاولت الاستماع إلى الرقية الشرعية، ولا فائدة.

أفيدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك وردا على استشارتك أقول:
بالنسبة لتوقف الدورة فهذه تحصل للنساء عند حصول خوف أو حزن أو فرح، والسبب في ذلك ما يحصل عند المرأة من تغير في الهرمونات، وعليك أن تراجعي طبيبة مختصة.

لا تركزي على ما حصل لك، ولا تديمي التفكير، حتى لا يبقى عقلك مستفزا على سبيل الدوام، فيسيطر على حياتك الخوف والهلع والتخيلات غير المنطقية، كتخيلك أنك تعيشين في حلم.

أنصحك أن تخرجي من الجو الذي أنت فيه، وأن تمارسي حياتك بشكل طبيعي، وأن تختلطي بزميلاتك بشكل كثير، وتخرجي للترفيه والتنزه مع أهلك إلى الحدائق والأماكن العامة، ومارسي الرياضة بشكل منتظم، فذلك سيعينك على الخروج مما أنت فيه.

لا تنفردي في البيت بنفسك، واختلطي مع أهلك، وقومي ببعض الأعمال المنزلية من باب قضاء الوقت في النافع من العمل وإعانة والدتك.

اجتنبي النوم منفردة، واطلبي من بعض أخواتك النوم معك، ولا تنامي إلا وأنت مرهقة جدا.

أكثري من سماع القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، وبخاصة أذكار النوم، فاقرئيها وأنت جالسة قبل أن تضعي رأسك على الوسادة.

أنصحك أن تستمري برقية نفسك صباحا ومساء، وذلك بأن تجمعي كفيك وتقرئي: سورة الفاتحة، والمعوذتين، والإخلاص، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وما تيسر من الأدعية النبوية التي يمكنك الرجوع إليها في كتاب حصن المسلم للقحطاني، ثم تنفثي في كفيك وتمسحي بهما ما تيسر من جسدك.

إن بقيت حالتك على ما هي عليه فأنصحك أن تخبري والدك أن يبحث عن راق أمين وثقة، ليرقيك بوجوده، ولينظر في حالتك، فإن الرقية ستحدد حالتك، فإن تبين شيء فاستمري بالرقية حتى تشفي -بإذن الله- وإن تبين أن الأمور طبيعية فلا تقلقي أبد، وتناسي الأمر تماما، ومارسي حياتك بشكل اعتيادي مع العمل بما نصحتك به آنفا.

أكثري من تلاوة القرآن الكريم وسماعه، وخاصة تلاوة الشيخ المنشاوي المجودة، فستجدين راحة عجيبة.

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك سيزيل ما تجدينه في صدرك من الهم والحزن، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يعافيك، وأن يذهب عنك ما تجدين، وأكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يذهب عنك ما تجدين، إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً