الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل توسع صمام القلب سببه القلق أو أن القلق هو السبب؟

السؤال

السلام عليكم
شكراً لكم على تعاونكم وسماعنا.

أنا بعمر 20 سنة، منذ 3 سنوات أعاني من القولون والغازات، وأشعر بضيق نفس بشكل طبيعي، وأحس بنفخة في بطني، قبل شهرين شعرت بضيق في النفس شديد وتخدر وتنمل يدي لمدة ربع ساعة، ومع القدرة على فعل كل شيء.

لم أرتم، بل كنت بتوازني، أصابتي ثلاث مرات، وذهبت لأطباء، منهم من قال: لا شيء، ومنهم من قال: تشنج عضلات، وآخر قال: قلق وتورتر.

ذهبت لطبيب قلب، وكنت أشعر أحياناً بضيق تنفس، وبتخدر يدي مع أصابعي، وأشعر بدقات قلبي، وعملت فحص ايكو للقلب، وقلبي سليم، ويوجد توسع في الصمام الميترالي، وقال: إنه لا يفعل مثل الأعراض التي تشكي منها، وقال: قلبك سليم، والتوسع الطبيعي 3،5 وأنا التوسع معي 3،7، وقال اكتشفناه بمحض الصدفة، وأنه لن يؤثر على حياتي، وقال: الأعراض التي تشكين منها من القولون العصبي لأنه يوجد لديك ِ بفحص الايكو دقة قلب زائدة، وهذا طبيعي بما أن القلب سليم.

هل التوسع الذي معي طبيعي لا يقلق، ولا يتطور؟ وهل صحيح ليس له أعراض! أنا لا أتوتر، وأقلق كثيراً، هل سببه القلق؟ وأشعر عند حركة اكتافي للوراء بمثل لطشة الكهرباء تضرب بالكوع، وأصبعي الصغير والذي بجانبه.

علماً أني لا أشعر بإجهاد باليدين، وأضغط عليهم بشكل طبيعي، ولا يرهقني، قال الطبيب: إنه من الجائز أن يكون بسبب تشنج رقبتي، ولكن لا أشعر بالألم بالرقبة سوى عند وضع يدي عليها.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Joury حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
بالنسبة للحالات التي تنتابك وتصابين بها بالشعور بالاختناق والتنميل فهي تسمى بحالات الهلع ويشعر المصاب بنوبة الهلع بالاختناق الشديد وصعوبة التنفس ودوخة، وإحساس بعدم الاتزان، وقد يصاب المرء بالإغماء وفقدان الوعي وسرعة عدد ضربات القلب مع عدم انتظامها، وأحياناً تصاحب هذه الأعراض رعشة وعرق غزير وإحساس بالتنمل، وآلام بالصدر وخوف من الموت.

التنميل ينجم بسبب ما يرافق هذه الحالة من فرط التهوية، أي زيادة عدد مرات التنفس، وهذا يؤدي إلى نقص الكالسيوم في الجسم، وبالتالي حصول التنميل في اليدين، وحول الفم، ومتى هدأ الإنسان فإن الأعراض تختفي تدريجياً، وسيقوم الأخ الدكتور عبد العزيز عمر المستشار النفسي بالرد على أسئلتك حول القلق.

أما بالنسبة للتوسع البسيط في الصمام التاجي (الميترالي) فالحجم الطبيعي للصمام هو 3.5 سم، والتي عندك خفيفة جداً، ولا تسبب أي أعراض.

أما بالنسبة لما تحسين من لطشة الكهرباء التي تضرب الكوع والأصبع الصغير والأصبع الذي يليه عندما تحركين الكتف إلى الخلف، فهو بسبب انضغاط للعصب الذي خلف الكوعين فهناك العصب الزندي الذي يمر من خلف الكوع في الجهة الداخلية، ويغذي الإحساس للجهة الداخلية من الكوع إلى الأصبع الصغير ونصف الأصبع الذي يليه، وقد ينضغط في وضعية معينة فيسبب هذا الإحساس.

من ناحية أخرى فإنه قد يكون السبب في هو انضغاط جذر العصب الرقبي الثامن، سواء بديسك أي انزلاق غضروفي أو لحركة فجائية مع شد عضلي فإن الألم يكون بشكل ألم حاد، وتنميل يبدأ من خلف الذراع، أي من ناحية الإبط من الخلف وينزل إلى الكوع، وإلى الأصبع الصغير.

على كل حال إن كان لا يستمر طويلاً فهو يكون عابراً، إلا أنه إن استمر فإنه يفضل مراجعة طبيب مختص بالأعصاب لإجراء فحص وتخطيط أعصاب.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
+++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة. استشاري أول - باطنية وروماتيزم/ وتليها إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر . استشاري الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++++

أنت تعانين من قلق وتوتر، وهذه كلها أعراض بدنية للقلق والتوتر، وأما بخصوص القلب فكما ذكر لك طبيب القلب أن التوسُّع في الصمام الميترالي هو توسُّع بسيط، وتمَّ اكتشافه بالصدفة، ولا أريد أن أزيد على ذلك، لأن هذا كلام واضح من طبيب مختص، والقلق لا يُسبب توسُّع الصمام الميترالي، التوسُّع يكون خلقيًا، وكثير ممن الناس يعيشون به ولا يتمّ اكتشافه إلا صدفةً (قدرًا) كما حصل معك يا أخي الكريم. وبخصوص تشنُّج اليدين والرقبة فهذه أيضًا قد تكون عرضاً من أعراض القلق والتوتر.

نصيحتي لك - أخي الكريم - أن تقابل طبيبًا نفسيًا، الطبيب النفسي سيقوم باكتشاف الأعراض النفسية الأخرى التي تشتكي منها، أعراض التوتر والقلق النفسي التي قد تكون تعاني منها، ولم تذكرها في هذه الاستشارة، من خلال التاريخ المرضي المفصّل، ومن خلال فحص الحالة العقلية، ومن ثمَّ يقوم بوضع خطة علاجية، قد تكون أساسها علاج نفسي، علاج للاسترخاء بالذات، الاسترخاء العضلي أو الاسترخاء عن طريق التنفس، لمساعدتك في التغلب على هذه أعراض القلق والتوتر، وقد تحتاج إلى علاج أيضًا مضاد للقلق.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً