الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاملة الضرة المسيئة

السؤال

أنا إنسانة مسلمة أعيش في بلد أوروبي منذ أربع سنوات، متزوجة من رجل له أطفال من زوجات أجنبيات، له فتاة من زوجته الأولى وصبي من أخرى، مشكلتي هي مع أم الصبي فهي تحاول أن تخرجني من بيت زوجي بكل الوسائل القذرة، تقول للناس هنا أني أسيء معاملة ابنها عندما يأتي عندنا في نهاية الأسبوع: أضربه وأشتمه وأمنع عنه الطعام! والناس هنا يصدقونها بشكل غريب ويقفون إلى جانبها.

لقد حاولت أن أبين للناس هنا أن هذه الإنسانة تخدعهم وتستخدمهم ضدي لكنهم لا يريدون سماعي، حتى إنها وصلت لصديقاتي العربيات اللواتي وقفن إلى جانبها ووصلت أيضاً إلى أهل زوجي وصدقوها وكذبوني ووقفوا ضدي إلى جانبها، والآن الناس يعاملونني بشكل سيء جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لي ولكم العافية أبداً.
وبخصوص رسالتك والتي تحتوي على معاملة ضرتك لك، فأقول لك أولاً: إن معاملة ضرتك هذا شيءٌ طبيعي، لأنك أنت الزوجة التي جئت عليها، فإذا عرفت هذه الحقيقة وهي أن كل ضرتين تكون العلاقة بينهما في سوء وشجار وليس بينكما فحسب، ومن هنا فإن العلاج لهذا الأمر يتأتي من جانبين:

الجانب الأول: الصبر على سوء المعاملة هذه، وعلى كلام زميلاتك وصديقاتك، وعلى تعامل ضرتك لك.

والجانب الثاني: أن تردي على أقوالهم بالعمل، وأعني بالعمل أن تُعاملي أولاد زوجك بخلقٍ حسن، فتحسني إليهم، وتقدمي لهم الهدايا على قدر استطاعتك، وتستقبليهم ببسمة وببشاشة؛ حتى تكسبيهم إليك ويعلم زوجك هذه المعاملة، ثم يعلم صديقاتك هذه المعاملة، فالرد العملي خير وسيلة من الكلام، ولا تقطعي صلتك أبداً بصديقاتك وزميلاتك، بل صليهم وزوريهم، ثم اعكسي لهم وضع أولاد زوجك من راجتهم وسروهم، بعد أن تكوني قد أحسنت إليهم.

أختي العزيزة: لا شيء أمضى وأقوى في العلاقة بين الناس من حسن الخلق، فإذا استطعت ووفقك الله لحسن الخلق وسرت عليه في تعاملك مع زوجك وأولاد زوجك وصديقاتك، فإنك وبكل تأكيد ستغيرين مجرى الأمور تماماً، وسوف يتحول الجميع إليك؛ لأن الناس لهم أعين وعقول يحكمون بها ولو طال الزمن سيرجعون للحقيقة، فسيري على ذلك وفقك الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً