الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت شابا كنت أواعده ولكني أحس بضيق.. ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية، وقد حدث لي أمرا أثّر على حياتي برمتها، وكان ذنبي هو أنني تركت شابا كنت أواعده، وقد تركته طمعا في مغفرة الله، وأنا -الحمد لله- مواظبة على صلاتي وأكثرت من قراءة القرآن، والاستغفار، والتصدق بنية الفرج، وأطيل السجود كثيرا في دعائي، وأنا مقتنعة بداخلي أن ما فعلته كان هو الصواب.

وهذا منذ نحو شهرين، ولكني مع ذلك حالتي النفسية سيئة للغاية، ولا أدري ماذا عساي أن أفعل؟ أعلم أن الله أرحم بالعبد من أمه، ولكنني لم أعد أستطع احتمال هذا الضيق الذي أعاني منه خصوصا أن هذا الشاب معي في سنتي الدراسية وأشعر أن الأمر صعب جدا عليّ.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتركك للذنب ابتغاء وجه الله طاعة وقربة وعبادة لله تعالى، وهي حقيقة التوبة والرجوع إلى الله، وعليك استكمال شروطها وهي: الإقلاع نهائيا عن الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، والندم على فعله كلما ذكرتِه؛ حتى يغفر الله لك ما سلف من ذنب وتقصير، مع الإكثار من الطاعات والاستغفار.

وما تجديه في نفسك من أعراض هو محاولة يائسة من الشيطان لإغرائك بالعودة إلى الذنب. ...فإياك والاستسلام له.

استمري في الأعمال الصالحة مع قطع التفكير في ذلك الرجل والعلاقة معه، وتجنب اللقاء به، أو الحديث معه ما أمكن حتى لا تضل نفسك متعلقة به، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

وثقي أن هذه الآثار النفسية ستذهب منك قريبا بإذن الله إذا استعنت بالله واعتصمت به.

وننصحك بكثرة التسبيح والذكر وقراءة القرآن كلما شعرت بتعب نفسي.

كما ننصحك بإشغال نفسك بأعمال أخرى تبعدك عن التفكير في الموضوع.

وحبذا لو تلتحقي ببرامج إيمانية مثل حلقات تحفيظ القرآن، وقراءة الكتب الشرعية، وصحبة أخوات مؤمنات صالحات تقضي معهن بعض أوقات الفراغ في الطاعة والذكر حتى تتأهل نفسك، وتستقر حالك.

وفقك الله وأصلح حالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً