الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي شخصيتها هزيلة على الرغم من تفوقها، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي أخت أصغرنا سناً في العائلة، تبلغ من العمر (14سنة)، ولكن شخصيتها جداً ضعيفة، وتخشى التجمعات والمجتمع، وحتى المدرسة، لديها خوف شديد، كانت تأتيها حالة الخوف في الشهر الأول من الدراسة، وبعدها يصبح الوضع طبيعيا، أما هذه السنة فهي لا تزال في مرحلة الخوف، وأكلها بدأ يضعف جداً، علماً بأنها طالبة متفوقة، ويتم تكريمها كل سنة، فما هو السبب؟

أنا معلمة في المدرسة المجاورة لها، رغم أننا نذهب في مواصلات واحدة، إلا أنها تخاف وتشعر بالضيقة، وحتى الفطور لا تفطر، أصبح جسمها هزيلا جداً، يثنون عليها المعلمات كثيراً، لكن الجميع يعاني من هدوئها الشديد، أرجو إفادتي؛ فأنا لم أستطع تحمل وضعها وهي بهذا الشكل.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك اهتمامك بأختك وحرصك على صحتها, جعل الله عز وجل عملك هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة.

ومن خلال ما جاء في رسالتك، فيبدو بأن أختك تعاني من حالة تسمى ب(الرهاب الاجتماعي)، والرهاب هو حالة من الخوف الشديد من شيء ما، وتصيب الإنسان في ظروف معينة, فالبعض مثلا يصاب بالخوف الشديد من ركوب الطائرة، أو ركوب البحر، أو من المرتفعات، أو الحشرات، أو غير ذلك.

والرهاب الاجتماعي: هو الخوف من التجمعات العامة أو حتى الخاصة، ومن مجالسة الناس خاصة الغرباء, وهي حالة شائعة جدا وفي كل الأجناس وكل الأعمار, وغالبا ما يترافق الرهاب مع حالة من القلق المزمن, وهذا ما يقود إلى حدوث الاكتئاب، وهنا ستختلط أعراض هذه الحالات مع بعضها، وقد يضيع التشخيص الصحيح والسبب الرئيسي للحالة, وعلى الأرجح بأن هذا هو ما يحدث عند أختك، فالمرجح هو أن الرهاب سبب لها القلق المزمن، وهذا القلق سبب لها الاكتئاب, وفقدان الشهية، ونقصان الوزن هو من أعراض الاكتئاب.

لذلك, أنصحك -يا ابنتي- بعرض أختك على طبيبة مختصة بالأمراض النفسية بأسرع ما يمكن، وذلك من أجل تقييم حالتها عن قرب, حيث أن الأمراض النفسية في سن المراهقة قد تختلف أعراضها بعض الشيء عن الأعراض في الإنسان الناضج, وقد تترافق مع مشاكل نفسية أخرى قد لا تبدو واضحة تماما في مثل هذا السن الحرج, كاضطرابات الشخصية مثلا, ولذلك فيجب عمل فحص وتقييم عن قرب لوضع التشخيص الصحيح وبالتالي إعطاء العلاج الصحيح لها بإذن الله تعالى.

أسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعليها ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً