الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنة أختي صارت لا تحبني بسبب موقف تغيرت بعده، فماذا أفعل؟

السؤال

أريد أن أعود أنا وابنة أختي أصدقاء كما كنا، ولكن للأسف؛ حدث موقف وتغير كل شيء، ثم عادت مرة أخرى، ولكن ليست كما كانت من قبل، وأحيانا أشعر أنها لا تحبني أو لا تطيقني، ومرات تمزح معي ونلعب، ولكن لم تعد كما كانت؛ حيث إني إذا لم أسأل عنها لا تسأل عني ولا تكلمني، وسيسافرون خلال عدة أشهر بشكل نهائي لبلد آخر ويستقرون فيه، وأنا أريد أن نعود أصدقاء قبل السفر وإلا سوف تنقطع العلاقة، علما أن عمرها 20 عاما، وعمري 28 عاما.

ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك –أخي العزيز– وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع، ورهافة إحساسك ومشاعرك النبيلة وأخلاقك الطيبة تجاه ابنة أختك؛ لما يترتب عليه من طاعة الرب تعالى في تحقيق عبادات التحلي بمكارم الأخلاق وصلة الرحم وإصلاح ذات البين, وهما من أفضل العبادات بعد توحيد الله تعالى والإيمان به.

إلا أني أنصحك بالتوازن والاعتدال في مشاعرك؛ حفظاً لتوازن نفسيتك ومنع مشاعر القلق والتوتر والاكتئاب؛ إذ طُبعِت الحياة على المشكلات والتغيّر, وقد ورد في الأثر: (أحبب حبيبك هوناً ما, عسى أن يكون بغيضك يوماً ما)

خير الأمور الوسط الوسيطُ ** وضده الإفراط والتفريطُ

ما ذكرته من عودة بعض العلاقة بينكما كما كانت مع بعض التغيّر أمر طيب ولا شك, وهو مرحلة مبشّرة في عودتها كما كانت وأحسن بإذن الله, وذلك يستلزم منك عدم الاستعجال في عودتها إلى الكمال, وإلى بذل الجهد اللازم في نحو الصلة بالسؤال والهدية، وحسن المعاملة، والاعتذار، والتغافل عن الأخطاء، ونسيان الماضي.

ويمكنك توسيط جهة موثوقة مؤتمنة تتميّز بالحكمة والإقناع والقبول والتأثير لزيادة تحسين هذه العلاقة.

كما أشكر لك هذا الحرص على التقارب وحسن الصلة مع ابنة أختك, فإني أشجعك على ضرورة لزوم حسن الصلة بالله ومعرفته وعبادته؛ كون هذا الواجب أعظم من جهة, ولما يسهم فيه حسن الصلة بالله تعالى من تحقيق الصلة مع عباده.

كما وأوصيك باللجوء إليه سبحانه وتعالى بالدعاء والطاعة، والذكر وقراءة القرآن (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ).

أسأل الله أن يفرج همك ويشرح صدرك، وييسر أمرك ويجمع شملك وأحبتك على مودة وخير، ويرزقكم سعادة الدنيا والآخرة.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً