الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أغلق عيني طلباً للنوم أرى صوراً مزعجة جداً

السؤال

السلام عليكم

أواجه مشكلة كبيرة، حيث أني بدأت برؤية أعين غريبة جداً، ووجوه تكون أحياناً متأملة أو حزينة جداً، أو مخيفة جداً، عندما أغلق عيني محاولاً النوم.

الأوجه تقوم في بعض الأحيان بالصراخ فجأة، لكني لا أستمع للصوت، وأرى فقط انفتاح الفم!

كذلك أصبحت تنتقل الصورة من الوجه إلى مكان محدد، على سبيل المثال تمشي الصورة بداخل منزل وصولاً إلى غرفة معينة شاحبة، بشكل مخيف جداً.

فور حدوث ذلك أفتح عيني لأتفادى استمرارية ما أراه، وأغلقها مجدداً، فتعود وجوه جديدة للتشكل وبنفس تعابير الوجه غضب، حزن أو متأملة، مع نفس طريقة قرب الصورة للعين بشكل تدريجي.

لا أعلم ما الذي يحدث لي، ولا سر ظهور هذه الأمور فور إغلاقي لعيني؟!

علماً أني لا أكون نائماً بل مستيقظاً، حيث أنه لا تمر ثوان على إغلاق عيني حتى تبدأ القصة! فما الذي يحدث لي؟

أرجوكم الأمر صار مرهقاً، وأنا بحاجة للمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: ما تحدَّثت عنه نسمِّيه بالهواس الكاذبة أو شبه الهلاوس، وهي شبه هلاوس بصرية.

أكبر سبب لهذا النوع من الهلاوس أو شبه الهلاوس وبالصورة والكيفية التي وصفتها هو الإجهاد، الإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي، يؤدي إلى هذه الصورة الذهنية، ممَّا ينتج عنه هذه الهلاوس الكاذبة.

قطعًا سيكون من الجيد أن تقابل طبيبًا للعيون، للتأكد من سلامة نظرك والعيون لديك، وإن كنتُ لا أرى أن السبب هو العين، لكن لمجرد التأكد.

حين يتم فحص العيون وتطمئن عليها، بعد ذلك تعامل مع الأمر على أنه شبه هلاوس بصرية ناتجة من إجهاد نفسي أو جسدي، وعليه تبدأ في علاجها من خلال أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، أن تتجنب النوم في أثناء النهار، أن تنام ليلاً النوم المبكر، وتتجنب تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً؛ لأن الكافيين يُعتبر من أحد المثيرات التي قد تُضعف النوم، وبالنسبة للشخص القلق قد يؤدي إلى هذا النوع من الهلوسة.

من المهم جدًّا - أخي الكريم - أيضًا أن تكون في حالة استرخائية عامَّة، استرخاء في الأفكار، في المشاعر، في كل شيءٍ، واحرص على أذكار النوم، قطعًا مفيدة جدًّا.

كذلك من الضروري أن تتأكد من وضعك الغذائي، أن تتغذَّى تغذية سليمة ومتوازنة، وأن تتجنب الإجهاد الجسدي وكذلك النفسي - كما ذكرتُ لك - ولا أريدك أبدًا أن تُدخل نفسك في تأويلاتٍ غامضة ومتشعبة حول هذه الصور الكاذبة.

إن بدأتَ في إعطائها تفسيرات أخرى هذا قد يؤدي إلى تعقيد الأمور، ويؤدي إلى المزيد من الوسوسة.

أخي الكريم: لا بأس أيضًا أن تتناول أحد مُحسِّنات النوم، عقار مثل (إيمتربتالين) والذي يُسمى تجاريًا (تربتزول) دواء قديم لكنّه جيد ومفيد في مثل هذه الحالات، يمكن أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، تتناول الحبة ساعة ونصف قبل النوم، تناوله لمدة أسبوعين ثم توقف عن تناوله، هو سليم ودواء بسيط، ليس له آثار جانبية كثيرة، لكن ربما يؤدي إلى جفاف بسيط في الفم في الأيام الأولى للعلاج.

أخي الكريم: أكُرِّر يجب أن تحرص على أذكار النوم، عظيمة جدًّا ومفيدة جدًّا، تجعل الإنسان ينام نومًا سليمًا ومسالمًا وبراحةٍ تامَّة إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً