الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق ووساوس تجعلني أفكر في القتل

السؤال

السلام عليكم

أعاني من قلق ووساوس فكرية ينتج عنها عصبية تجعلني أفكر في قتل من آذاني، مما يؤدي لتعكر مزاجي.

أتناول أدوية نفسية منذ زمن، وهي الدفاكوت 500 جرام، والفافرين، والإربيبرازول10جرام.

فما تصنيف حالتي؟ وما هو العلاج السلوكي لذلك؟ وهل سأظل على الدواء طوال حياتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأول ما أنصحك به هو ضرورة المتابعة مع طبيبك، فنوعية الأدوية التي تتناولها تتطلب أن تكون متابعًا للحالة التي تعاني منها، وحين أقولُ لك أهمية المتابعة هذا لا يعني أن حالتك صعبة أو معقَّدة، الذي أريده هو أن تكون تحت الإشراف الطبي، لأن الإشراف الطبي يُعتبرُ داعمًا رئيسيًا في مثل حالتك، ومن الأهمية بمكان أن تلتزم بالعلاج.

والأدوية التي أُعطيتَ لك هي أدوية معروفة جدًّا، معظمها يُستعمل في حالة الاضطرابات المزاجية، ومن حقك - أخي الكريم - أن تجلس مع طبيبك، وأن تُناقشه، وأن تعرف التشخيص، وكذلك الخطة العلاجية، والجوانب السلوكية، وإن كان هنالك أي نوع من الفحوصات الدورية، هذا - أخي الكريم - كله من حقك، وأنا متأكد أن الأخ الطبيب المعالج سوف يقوم بكل رحابة بأن يشرح لك كل ما تُريده، وكل ما يجب أن تتحوَّط حياله فيما يتعلق بعلاجك.

أخي الكريم: موضوع القلق والوساوس هذا يمكن أن تتخلص منه أولاً من خلال التعبير عن نفسك، لا تحتقن، لا تكتم، التفريغ النفسي علاج أساسي للقلق.

والأمر الآخر: حاول دائمًا أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، ولا تُناقش الأفكار الوسواسية، حقِّرها - أخي الكريم - ولا بد أن تُمارس أي نوع من الرياضة، الرياضة نعتبرها علاجًا سلوكيًا مهمًّا جدًّا، ولا بد أن تُكثر من التواصل الاجتماعي، على مستوى الأسرة، على مستوى الأصدقاء، هذا كله يجعلك في وضعٍ جيد جدًّا.

عليك بالقراءة والإطلاع - أخي الكريم - لأن القراءة تُساعد الإنسان في امتصاص الفكر السلبي، بناء المعارف دائمًا يعود على الإنسان بإيجابيات كثيرة من الناحية المزاجية وكذلك الفكرية.

أخي الكريم: من الضروري جدًّا أن تحرص على الصلاة في وقتها، وأن تحرص على الأذكار - خاصة أذكار الصباح والمساء - وأن يكون لك وردًا من القرآن تقرأه يوميًا.

ومن أهم العلاجات السلوكية التي يهملها الناس هي: أن تكون لك خطة واضحة في إدارة وقتك، استثمار الوقت مع التفكير الإيجابي وممارسة الرياضة والنوم الليلي - أخي الكريم - فوائدها عظيمة جدًّا، هذا هو الذي أنصحك به.

أما بالنسبة لمدة تناول الدواء فهذه متروكة لحالتك - أخي الكريم - الناسُ تتفاوت في مثل هذه الحالات، فبعض الناس إذا لم تأتهم أي انتكاسات خلال ثلاث سنوات هنا يمكن للطبيب أن يبدأ في سحب الدواء تدريجيًا، لكن إذا حصلت انتكاسة أخرى فهنا يكون الدواء مدى الحياة.

ولا تنزعج - أخي الكريم - لمدة تناول الدواء، المهم هو أن تكون هنالك استفادة من الدواء، وأن يكون هنالك التزام من جانبك، ولا تنسى - أخي الكريم - أن الطب متطور، الأدوية التي قد نحتاج أن نستعملها الآن مدى الحياة ربما تأتي أدوية تكون أكثر فعالية منها وتختصر علينا المشوار، هذا في كل فروع الطب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً