الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع التركيز في عين المتحدث مباشرة فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 22 سنة، ولدي صعوبة في النظر إلى عين من يتحدث معي، حتى لو كن زميلاتي في الدراسة، وحينما أحاول عدم إبعاد نظري والتركيز مع الحديث فقط، لا أستوعب شيئا، وأظهر وكأنني أنظر في نفس النقطة، ولا أستطيع تنظيم نظري.

هذه المشكلة تسبب لي إحراجا كبيرا، خاصة حينما أتحدث مع الذكور، علما أن لدي درجة من الرهاب الاجتماعي، وأحاول التخلص منه، أريد حلا.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم القدرة على تركيز النظر مباشرة إلى الهدف المنشود بسبب تشوه وتشوش مركز الرؤيا؛ سببه إصابة عضوية، كإصابات اللطخة الصفراء، أو العتمات المركزية بالعدسة، أو القرنية، أو عتمات الخلط الزجاجي.

الحل يكون بزيارة طبيب العيون، وإجراء فحص دقيق وشامل للعين، وتحديد السبب وعلاجه.

أما عدم القدرة على التركيز رغم وضوح الرؤية وخصوصا التركيز في الوجوه أثناء الحديث والنقاش، فهو اضطراب نفسي غير عضوي؛ سببه الخجل الزائد، أو الرهاب الاجتماعي، ويفضل استشارة طبيب الأمراض النفسية والعصبية.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية.

+++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. شادي زهير طعمة .. اختصاص أمراض العيون وجراحتها.
تليها إجابة: د. محمد عبد العليم .. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++++++++++++++

الأسس الرئيسية للتواصل الاجتماعي اللفظي تتطلب أن يُراعي الإنسان تعابير وجهه ولغة جسده ونغمة صوته، هذه هي المكونات الرئيسية، وتوجد قطعًا أشياء أو مكونات أخرى أيضًا يجب مراعاتها.

ربما يكون لديك درجة من الخوف الاجتماعي البسيط، أو يستحسن أن نسميها (الخجل الاجتماعي)، وهي التي جعلت لك صعوبة في النظر في عين مَن تتحدثين معه، وأنا أطمئنك أن هذه الظاهرة حتى وإن وجدتْ لا أعتقد أنها موجودة بالشدة الشديدة التي تتصورينها، هذا النوع من المخاوف يكون مصحوبًا بشيء من الوسوسة، والوسوسة دائمًا تؤدي إلى مبالغة في المشاعر، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: أرجو أن تحقّري هذه الفكرة، وألَّا تراقبي نفسك مراقبة صارمة في ما تتخوفين منه: هل أنا نظرت في عين هذا الإنسان؟ أم لم أستطع أن أنظر؟ لا، تجاهلي الأمر، هذه النقطة الثانية.

النقطة الثالثة هي: أن تدربي نفسك على كيفية التحكم في تعبيرات وجهك ونغمة صوتك ولغة جسدك، تتدرَّبي عليها من خلال ملاحظة الآخرين، مثلاً: الذين يتحدثون في التلفزيون، المذيعين، المذيعات، والمراسلين الصحافين وغيرهم، حاولي أن تستفيدي من مكونات التخاطب وطريقته لديهم.

نقطة مهمة جدًّا في التدريبات، هي: أن تضعي صورة، شخص أمامك وتحاولي أن تُخاطبي هذه الصورة، أنتِ تدركين أنها صورة، لكنها أيضًا تحمل سمات البشر وتحمل طبائع البشر، وتحمل نفس الرهبة التي تحدث حين يُلاقي الإنسان في واقع الحياة، والرهبة إن لم تكن من نفس الدرجة لكنها على الأقل تحمل نفس المعنى. فانظري إلى هذا الشخص الموجود في الصورة، انظري له في وجهه، في عينه، ويمكن أن تبدئي مثلاً بصور الأقارب، مثلاً صورة والديك، وتقومي بدور تمثيلي، كأنك تخاطبين مثلاً والدتك أو والدك، وانظري بتركيز شديد في العين، مع استعمال لغة اليدين مثلاً، وخفض ورفع نبرة الصوت حسب ما هو متاح.

بهذه الكيفية، يعني هذا النوع من التعريض -إن شاء الله تعالى- يُساعدك كثيرًا.

والأمر الآخر: أريدك أن تتدربي على بعض التمارين الاسترخائية؛ لأن الخوف الاجتماعي -أيًّا كان درجته- دائمًا يكون مصحوبًا بدرجة من التوتر الداخلي، فدرّبي نفسك على الاسترخاء، ارجعي إلى استشارة إسلام ويب التي رقمها (2136015)، وسوف تجدين فيها -إن شاء الله تعالى- فائدة كبيرة.

وبهذه الكيفية تكون -إن شاء الله- الأمور قد أصبحت أكثر يُسرًا، وهناك استشارة سابقة لك حول الرهاب الاجتماعي رقمها (2352941)، وقد أجابك الأخ الأستاذ البروفيسور عبد العزيز أحمد عمر، وإن اشتدتّ عليك الأمور يمكنك أن تتناولي جرعة من الدواء الذي اقترحه لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً