الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار مخيفة ووساوس سيئة تكدر علي حياتي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

امرأة في الأربعين، مشكلتي بدأت منذ ثلاثين سنة، كنت متعلقة بأمي جدا، وكانت دائما مريضة، سيطرت علي فكرة موت أمي، وبدأت تأتيني أوامر بأن أفعل أشياء محرجة وإلا هددت بموت أمي، فأفعل دون تردد، ثم رأيت شكلا مقرفا كجلدة تتدلي من شخص ما، فتضخم الشكل أمامي حتى صار ملايين من هذه القطعة، منظر بشع، وأصبحت أراه على الجدران والأسقف والأرضيات، أصبحت أراه وقد غطى كل شيء، عانيت كثيرا حتى ذهب، ثم أتتني وساوس كسب الذات الإلهية، وفكرة تلو الأخرى، ونادرا ما يكون ذهني فارغا، دائما تسيطر علي أفكار مخيفة وعواقب قاسية ومشاهد مؤلمة محبوسة دائما في أفكاري تعيقني عن ممارسة حياتي بشكل طبيعي، وكل فحوصاتي سليمة، سوى ما يدور في نفسي، ولا أحد يعلم عني شيئا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.
المراحل التي مررت بها من تغيرات نفسية أساس وجوهر هذه التغيرات هو الفكر الوسواسي، والصور الذهنية الوسواسية التي تكونت لديك حول الجلد الذي تتدلى من ذاك الشخص هذا كله وسواس، وما يدور في خلدك حول الذات الإلهية أيضاً هو وسواس.

- الوساوس أيها -الفاضل الكريم- تعالج من خلال التحقير التام، عدم مناقشتها، عدم تحليلها، وإغلاق الباب عليها من خلال عدم مناقشتها كما ذكرنا وفي نفس الوقت أن تصرف انتباهك بأن تقوم بفعل أو فكر مخالفاً لها تماماً، وأن تشغل نفسك ولا تدع مجال أبداً للفراغ، لأن الفراغ الزمني أو الفراغ الذهني من الأشياء التي تجعل الوساوس تبني في خلدنا.

- سيكون من الجميل أيضاً إذا تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي لأنك بالفعل تحتاج إلى علاج دوائي، فالأدوية ممتازة جداً للقضاء على الفكر الوسواسي، فعليك الأدوية تأتي من الحقيقة العلمية التي تشير إلى أن الوساوس مرتبطة بتغيرات كبيرة في كيمياء الدماغ، هنالك مواد يأتي على رأسها المادة التي تسمى سيرتونين يعتقد أن اضطرابها يؤدي إلى الوساوس وكذلك استمرارها، فإن تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد.

- وإن لم تتمكن، فيمكنك أن تتناول أحد الأدوية السليمة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، والدواء الذي أرشحه يعرف باسم بروزاك ويسمى في مصر فلوزاك واسمه العلمي فلوكستين، الجرعة هي أن تبدأ بـ 20مليجرام كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم أي 40 مليجرام، وهذه تتناولها لمدة 6 أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

- هذا دواء فاعل جداً، وقيمته كبيرة جداً في علاج الوساوس، الفاعلية الحقيقية للدواء تبدأ بعد 8 أسابيع من بداية تناوله، فلا تستعجل نتائج العلاج، وهذا الدواء أخي الكريم لا يسبب الإدمان وليس له ضرر على أعضاء الجسم الرئيسية، أحد آثاره الجانبية إنه ربما يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية لدى بعض الرجال وليس كلهم، ولكن في جميع الأحوال لا يضر بالصحة الإنجابية عند الرجل أبداً.

الأمر بسيط، وحالتك وساوس كما ذكرنا تحقرها وتصرف انتباهك عنها، وتشغل نفسك بما هو مفيد، وتتناول الدواء الذي ذكرناه لك، واعلم -أخي الكريم- أن الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تجلب لك خيراً كثيرا في التخلص من هذه الوساوس.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين هدى

    انا كان معي اكتئاب و وسواس وقلق، وتعافيت بعد متابعة جميل القدسي وتناول اغذية واطعمة القران ، وتابعت الرقية الشرعية مثل اقوى رقية شرعية لن تجد لها مثيلا على النار وانخرطت في قضاء حاجات الناس ،والمحافظة على الصلاة في وقتها والقران ،اسمعي فيديو لماذا الطيبون والاذكياء اكثر المصابين بالاضطرابات النفسية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً