الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم في الصدر والظهر والشعور بالموت رغم توقفي عن التدخين، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله أن يجازي القائمين على الموقع كل الخير، وأن يجعلها في موازين حسناتهم.

أنا شاب عمري 26 سنة، كنت مدخنا لمدة 7 سنوات، آخر أربع سنوات أحسست بألم في صدري، وكان بالتناوب مرة في الجهة اليمنى ومرة في الجهة اليسر، وألم في الظهر، وأشعر بدوخة عند الخروج من البيت.

قبل ثلاثة أشهر أحسست بانسداد أذني وتدميع عيني، وأن نبضات قلبي تتسارع، فأحسست بالموت، ذهبت إلى الطوارئ، وعملت تخطيطا للقلب وأشعة للصدر، وكانت النتيجة سلامة القلب، ووجود ربو، فاستخدمت البخاخ ثلاث مرات ثم توقفت عنه.

تركت التدخين منذ ثلاثة أشهر، وازدادت حالتي النفسية سوء، وأصبت بالاكتئاب وكثرة التفكير لمدة شهر ونصف، فراجعت الطوارئ أكثر من خمس مرات، وأجمعوا الأطباء على سلامة القلب.

صرت أخاف من رجوع الحالة، علماً بأني أصبت بنوبة هلع قبل تسعة أشهر حين أقلعت الطائرة، ومن بعدها أحسست أني غريب عن المجتمع وعن أهلي، أصبحت أحب العزلة، وأشعر أني أحلم.

وخالص الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني بوضوح من اضطراب الهلع، وهو اضطراب نفسي معروف، يأتي في شكل نوبات هلع كالتي وصفتها، وهذه النوبات تتكرر، وبين النوبات يكون هناك قلقا من أن تحدث تلك النوبات مرة أخرى، وأحيانًا يُصاحبها رهاب الساحة - أو رهاب الخلاء - أي: يخاف الشخص أن يخرج خارج المنزل خوفًا من أن تأتي هذه النوبات ولا يجد من يُساعده.

فمن ناحية نفسية - أخي الكريم - عندك اضطراب الهلع، وهذا واضح وضوحًا شديدًا، وطبعًا هو اضطراب نفسي، كل الفحوصات تكونُ سليمة، لأنه ليس اضطرابًا عضويًا، هذا من ناحية.

وطبعًا اضطراب الهلع هو من اضطرابات القلق، وكما ذكرنا يأتي القلق في شكل نوبات هلع، ولكنه أحيانًا يكون مصحوبًا ببعض أعراض القلق والتوتر مثل الشعور بأن الشخص غريب، هذا من ناحية التشخيص النفسي.

أما من ناحية التدخين: فالحمد لله أنك أقلعت عنه - أخي الكريم - التدخين مضرٌّ بالصحة - كما هو معروف - وبالذات أمراض جهاز التنفس، من التهابات، وضيق في الشعب الهوائية، وطالما أنت عندك ربو فيجب عليك التوقف وعدم الرجوع إلى التدخين نهائيًا.

أما بخصوص زيادة الأمراض النفسية: التدخين لا يُعالج الاضطرابات النفسية عند الإقلاع عن التدخين، قد تكون هناك أعراضا انسحابية تستمر لعدة أيام، وبعد ذلك يكون الإنسان في شوق شديد إلى التدخين إليه، ولكن الأمراض النفسية والأعراض النفسية ليس لها علاقة بالتدخين أخي الكريم.

تحتاج لعلاج نوبات الهلع، وقد يكون السبرالكس هو أفضل علاج، عشرة مليجرامات، ابدأ بنصف حبة (خمسة مليجرامات) بعد الغداء، ثم بعد أسبوع اجعلها حبة كاملة (عشرة مليجرامات) واستمر في تناوله حتى تزول هذه الأعراض، وبعد اختفاء الأعراض يجب الاستمرار على الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عنه تدريجيًا بخفض أو سحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً