الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الراحة النفسية والحياة بشكل طبيعي، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فتاة، عمري 18 عاما، متحجبة، لا أداوم على أداء الصلاة مع أنني أعرف العواقب، وعندما أصلي أشعر براحة نفسية هائلة، ولكن مع ذلك أتركها.

مشكلتي الثانية هي أنني ضعيفة الشخصية، ولا أستطيع الحفاظ على علاقاتي بالناس خصوصا الأصدقاء؛ بسبب صمتي في معظم الأوقات وخجلي الذي صار يؤرق مضجعي، كما أنني أعطي الناس أكثر بكثير مما يستحقون حتى أنني أصل درجة التأليه، وأخاف من فقدانهم، وأخاف من أشياء أخرى كالامتحانات، فعندما كنت صغيرة في السابعة من العمر تعرضنا أنا وأختي لردة فعل قاسية من والديّ حينما اكتشفا أننا شاهدنا فيلما إباحيا فقد تعمدا ترعيبنا بالطرد من البيت، واعتقد أن هذا الشيء أثر علي بشكل كبير أما أختي فلا، أنا حقا أريد التغيير ولكنني أقول لنفسي إن هناك العديد ممن لا يصلون ويتمتعون بحياة اجتماعية أفضل، وهذا ما يجعلني أفشل في محاولاتي.

أحب أن أستمع للقرآن والندوات الدينية، وأعترف كذلك أنني لا أبر والدي، وأعتقد في بعض الأحيان أنهم السبب في حالتي هذه، لذلك أرجوكم أن تحيطوني علما بحل لمسألتي هذه، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقع الشبكة الإسلامية، وكان الله في عونك، والجواب على ما ذكرت:

- بداية أنت فيك خير عظيم كون أن لديك معرفة جيدة بدين الله تعالى، وتعرفين أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام، وقد شعرت السعادة والراحة عندما تصلين، فلذلك عليك الاستمرار في المحافظة عليها، وكثير مما تشكين منه سيزول -بإذن الله تعالى-،
قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" [ سورة البقرة آية ١٥٣ ]. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال «كان إذا حزبه أمر صلى» رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 4703.
ومعنى حزبه اشتد عليه الأمر فكان من هديه صلى الله عليه وسلم في هذه الحال أن يصلي، فالصلاة فيها الإعانة على تحمل المشاق ودفعها.

- ثم عليك محاولة التجاوز عن الصدمة النفسية التي حصلت لك في صغرك مثلما فعلت أختك فالأب والأم يريدان مصلحتكما، ولا داعي لتذكر تلك العقوبة التي جرت لكما فإنها من الماضي وتذكرها لا يفيد شيئا، ولا شك أن الوالدين لهما فضل كبير عليك ولا ينبغي تذكر هذا الأمر فإن هذا من مداخل الشيطان حتى يصدك عن العمل الصالح، وعن البر بالوالدين بحجة تلك العقوبة التي حدثت وانتهت، فآباؤنا بشر ليسوا معصومين وإن أخطؤوا في بعض العقوبات علينا، فلا يجوز لنا أن نعاقب أنفسنا بعد ذلك بترك العمل الصالح أو الوقوع في العقوق لهما، بل علينا الدعاء للوالدين بالرحمة والمغفرة وأن نسعى بالبر بهما.

- وأمر آخر بعد أن تتجاوزي ما حدث في الماضي وتحافظي على الطاعات بإخلاص وصدق، فإنه يمكن أن تتحول شخصيتك من الانطواء إلى الشخصية القوية القادرة على التعبير عما تريد، ويمكن أن تدخلي بعض الدورات المتخصصة في بناء الشخصية وتقوية العلاقة مع الآخرين فإن ذلك سيساعدك في تجاوز ذلك، وأتمنى أن لا يكون لك أي صداقة مع الشباب، وإنما عليك الاقتصار على الصداقة مع الفتيات.. وفقك الله لمرضاته.

وللفائدة راجعي وسائل المحافظة على الصلاة: (18388 - 18500 - 24251 - 2133618).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً