الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن للمرأة الحمل من فوق الملابس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يمكن الحمل من فوق الملابس؟

أعرف أنني أخطأت كثيرا، وكل يوم أطلب من الله الاستغفار دائما، حصلت بيني وبين خطيبي مداعبات ولا أذكر إن كان هناك احتكاك أم لا، ولكن كل هذا حصل وأنا مرتدية ملابسي كلها، أعني ملبسي الداخلي وسروالي، وهو ملبسه الداخلي فقط، في الأخير لاحظت بقعة صغيرة في سروالي، منذ ذلك اليوم وأنا في رعب كبير.

أريد أن أضيف شيئا: أنا في الأصل أعاني من تكيس المبيض، والطبيبة وصفت لي حبوب منع الحمل لتظيم الدورة، إلا أنني في بعض الأحيان أنساها، من كثرة الوساوس والخوف لم أكمل العلبة كاملة، كي أرى هل ستأتي الدورة أم لا؛ فقط حتى أطمئن، قمت بذلك ثلاث مرات في الشهر، أتناول مثلا ١٠ حبات وأقطعها لأرى هل ستأتي الدورة.

في أحد الأيام قرأت أن الدورة يمكن أن تأتي ولو كانت المرآة حاملا وتأخذ حبوب الحمل؛ مما دفعني للذهاب إلى المختبر، وأجريت تحليل الدم، وظهر سلبيا، ارتحت قليلا، ومع مرور الأيام أحسست ببعض الأعراض، ألم في الصدر دام لمدة أسبوع، وقبل ذلك كنت أحس بالدوار، حتى أصبحت ألاحظ أدق التفاصيل، وأي تغير بجسمي أقول بأنه بسبب الحمل، لم أعد أركز في عملي، ولا بأي شيء، لدرجة أقول إن المختبر أخطأ في النتيجة!

بعد شهر ذهبت إلى مختبر آخر لكي أتأكد مرة أخرى، وقمت بتحليلل الحمل، وانتهيت من الدورة بيومين، لأنني ما زلت أتناول حبوب منع الحمل كما ذكرت سابقا، قمت بالتحليل وكان سلبيا، ووعدت نفسي أن لا أفكر في هذا مرة أخرى، وأقنع نفسي أنني لست حاملا، ولكن المشكلة أن لدي شخصية موسوسة كثيرا، وكل هذا حصل بعد ثلاثة أشهر من العذاب.

في بعض الأحيان أشعر بشيء يتحرك في بطني كالجنين، ولكن هذا كان يحدث معي منذ وقت طويل قبل حدوث هذا، وأخبروني بأنه بسبب العين والحسد، ولا أعلم!

أعتذر على الإزعاج فقد أطلت كثيرا، لكني أرجو أن تطمنوني من فضلكم. وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lamia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله الذي هداك إلى الطريق الصحيح -يا ابنتي- فعرفت الخطأ وقررت عدم تكراره ثانية, وأسأل الله عز وجل أن يتقبل توبتك، وأن يثبتك عليها.

وأحب أن اطمئنك وأقول لك بأن الحمل لا يمكن أن يحدث إذا تمت العلاقة من فوق الملابس, هذا مستحيل, فحدوث الحمل يتطلب حدوث إيلاج في المهبل ولو بشكل جزئي, والحيوانات المنوية لا تتمكن من الوصول إلى جوف المهبل لوحدها، بل تحتاج إلى ناقل يحملها، لأنها خلايا هشة، وتفقد حركتها وتموت بسرعة عند ملامستها للملابس أو للجلد, أما بالنسبة لنقطة الدم التي شاهدتيها فقد نتجت عن بطانة الرحم، وليس عن غشاء البكارة, لأن بطانة الرحم عندك كانت غير مستقرة وضعيفة بسبب عدم تناولك لحبوب منع الحمل بالشكل الصحيح.

بالنسبة للأعراض التي تشعرين بها فإنها ناتجة عن الخوف والقلق, لأن هذه المشاعر تؤدي إلى إفراز هرمونات تسمى (هرمونات الشدة)، وتسبب في الجسم أعراضا مختلفة، تتشابه كثيرا مع أعراض الحمل.

إذا -يا ابنتي- أطمئنك ثانية بأن الحمل لا يحدث في مثل الظروف التي ذكرتيها, فأبعدي عنك الخوف والقلق، وسامحي نفسك على ما مضى حتى تتمكني من الثبات على التوبة، والمضي في طريق المستقبل الذي ينتظرك، والذي أتمنى لك فيه كل التوفيق -بإذن الله تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول سمية

    امين يا رب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً