الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بشاب فأحب غيري وتركني، فهل لي أن أسأل الله أن يزوجني إياه؟

السؤال

السلام عليكم..

ارتكبتُ خطأ فادحا، ولا أعرف ماذا أفعل! أنا فتاة في 20 من عمري، أحببتُ شاباً حبّاً جمّا، لا أعرف كيف! رغم أنني كنت دائما أرفض كل من يحاول التقرب مني، وأرفض أن أستمع لرفيقات السوء، ولكنه جعلني أضعف بطريقة أو بأخرى، ضعفت، وحادثته، أصبحنا نتحدث كثيراً في الهاتف، في يوم علمت أمي بأمره، ونهرتني، ونصحتني بالابتعاد عنه، وفعلاً ابتعدت، حاولت قطع جميع السبل التي تؤدي إليه، لكنه حاول مجدداً، كان يقول لي إنه يشعر بنفس الشعور، ولا يريد لي أن أخطئ.

كنت أتركه تارة، وأخبره أنني لم أعد أحتمل خيانتي لله ولأهلي، ونضعف تارة أخرى، ونرجع لبعضنا، كان يخبرني أنه سيخطبني في أقرب فرصة.

لم أرتكب شيئا من الكبائر معه؛ لأنني اعتقدت في نظري أن ما فعلته هو من الكبائر، فقد جرني بالكلام كثيرا، حتى تحدثت معه بكل شيء، ولم أستطع مقاومته، وفجأة تركني قائلاً: إنه يحب أخرى.

حطمني ذلك ودمرني، ضاقت بي الدنيا، ولم أعد أحتمل العيش، كلما تكدرت توضأت وصليتُ ركعتين، أرتاح بعدها قليلاً ثم أرجع لهمي وكدري، لا أعرف ماذا يجب علي أن أفعل ليتوب الله علي ويغفر لي الخطأ!

تعبتُ كثيراً رغم أنني أعرف أن الله يحبني، وأبعدني عن الخطأ حتى لو سبب لي هذا الألم، وواثقة بالله ومحسنة الظن به، لكني لازلتُ أدعو أن يرزقني الله حبه الحلال، ويجعله نصيبي من فرط حبي له، رغم أنني أعرف أنه يحب أخرى.

الآن أتوسل وألح على الله أن يزوجني إياه بالحلال، فهل هذا يجوز؟ مع العلم أنه حتى لو رجع لن أرضى به إلا كزوج حتى مع كل محبتي القاتلة له.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما وقع لك هو نتيجة حتمية لتصديقك لرفيقات السوء، والانفتاح في التعرف على الشباب بدون ضوابط شرعية؛ لأن كثيرا من الشباب يستغل الفتيات بأساليب ماكرة وكلام معسول للاستمتاع المحرم فقط، وليس لغرض الزواج، وربما يفعل ذلك مع أكثر من فتاة في آن واحد،ثم بعد فترة ينتقل من فتاة إلى أخرى.

والحمد لله أنك لم تنزلقي معه إلى الفاحشة، والواجب عليك التوبة والاستغفار مما سبق من علاقات وكلام محرم معه، والندم على ذلك، والعزم على عدم العودة إليه حتى يغفر لك الله ما سلف.

ونصيحتي لك:

ترك التعلق به تماما، وقطع التفكير فيه، وإخراجه من قلبك؛ لأنه في نظري لا يصلح زوجا لك؛ فإن معيار قبول الزوج هو الدين والخلق، وأنت لم تتأكدي من دينه وخلقه، بل قد ثبت لديك أنه غير جاد معك، وأنه قد تعلق بأخرى، واحتمال أن يفعل معها كما فعل معك؛ خاصة وأن التعارف كله بواسطة التواصل الاجتماعي وليس عن طريق الأهل والمعارف. ولأن قطعك للتعلق به سريحك من القلق والتكدر، ويجعلك تفكرين بإيجابية في الحياة.

وعليك بالدعاء أن يرزقك الزوج الصالح، ولا تخصي الدعاء بذلك الشخص؛ فإن كان الله يراه صالحا لك فسوف يكون.

وأشغلي نفسك بالذكر والاستغفار والأعمال الصالحة الأخرى كلما مر بخاطرك ذكره؛ حتى تنسيه تماما.

واحذري أن تكرري الخطأ مع شخص آخر بنفس الأسلوب السابق؛ فهذه الأساليب لا تصلح للبحث عن الزوج المناسب، بل هي فخ ينصبه الشباب الفارغ لصيد البنات للاستمتاع المؤقت وليس للزواج.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً