الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات القلق تسيطر على حياتي، فما السبيل للتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2331455 و 2319155 وأريد منكم أن تساعدوني.

أنا بدأت بسيروكسات 20 مج، ولم يأت بنتيجة، فانتقلت للسبرالكس 20 مج، ولم يأت بنتيجة، ثم الزولفت بجرعة عالية، ولم يأت بنتيجة أيضا، فتركت كل الأدوية، ولكني لا أتذكر هل جربت السيروكسات 40 مج أم لا، المهم إني أكملت حياتي بدون أدوية بشكل جيد، مع قلق بسيط ويتزايد أحيانا.

أنا متزوج الآن وأنتظر مولودة، ولكن القلق ازداد في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد مشاكل في العمل، ازداد القلق لدرجة أكبر مما كان عليه فيما سبق، مما جعل حياتي صعبة، وخصوصا بعد تناولي لدواء Prednisone الذي وصف لي لالتهاب الحلق.

أنا قمت بعلاج سلوكي، ودائما أقوم بالتعرض للمواقف التي يأتيني بها نوبات الفزع، ولكن دون فائدة كبيرة، يوجد فائدة ولكن ليست كبيرة.

أحيانا أشعر تأتيني نوبات قلق، وأنا لا أستطيع الخروج منها، وعندي وساوس صعبة، وتتنقل الأعراض من نوبات الهلع إلى قلق عام إلى وساوس، وليست ثابتة، وأحس باختلاط الأمور، وأيضا عندي ألم في المفاصل، وصعوبة في الهضم وإسهال دائم، مع آلام قليلة في المعدة.

أحيانا أشعر بأني لا أستطيع أن أستمر، وأصبحت أتضايق جدا من كثير من الأشياء، وأني بحاجة للخروج من الذي أنا فيه، وأحيانا أشعر إني سأجن، وأخاف على عقلي.

في نوبات الفزع في صلاة الجماعة أشعر أني سأصيح وسأقع على الأرض، وهو ما يزيد الحالة، تأتيني فكرة بأن أخرج من الصلاة أو المكان الذي أشعر أني عالق فيه، وصعب الخروج منه كالطيارة، والفصل وغيره، ماذا أفعل؟ أرجو أن تضعوا لي خطة تجريبية وبديلها في حال لم تنجح.

أنا -الحمد لله- لست شخصا انعزاليا، بل بالعكس جدا، ولكني أشعر أحيانا أني لا أريد أن أكلم إلا من أحب، مع أني أخرج من حالة القلق في حال التحدث مع الناس.

تحملوا إطالتي، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أدري هل الـ (Prednisone) الذي أخذته لالتهاب الحلق كان لفترة محدودة أم لفترة طويلة، لأن الـ (Prednisone) إذا أُخذ لفترة طويلة قد تكون له بعض الآثار النفسية أيضًا، وبالذات القلق والتوتر والاكتئاب النفسي.

على أي حال – أخي الكريم – مشاكلك الرئيسية هي الآن: نوبات الهلع والقلق، حتى الأعراض التي ذكرتها من أعراض القولون وسوء الهضم قد تكون أعراض بدنية للقلق وللتوتر النفسي.

والعلاجات التي أخذتها في مجملها فعّالة في علاج الاكتئاب، مثل السبرالكس والباروكستين والزولفت، ولكن أيضًا هناك بعض الناس لا يستجيبون لها، وبالذات إذا كانت هناك مشاكل مثل مشاكل العمل أو مشاكل الحياة، أو كان الشخص عنده سمات القلق كجزء من شخصيته، فهنا الاستجابة للحبوب تكون بسيطة أو معدومة، والعلاج الرئيسي يكون علاجًا نفسيًا – أخي الكريم – ويجب أن يكون العلاج النفسي تحت إشراف معالج نفسي تمكَّن ليقوم بعقد جلسات نفسية لك، تكون عادةً أسبوعية، مدتها خمسين دقيقة إلى ساعة، وفي هذه الجلسات يعطيك مهارات معيَّنة وواجبات منزلية لتطبيقها بين الجلسات، ثم يقوم بمراجعة ما حصل منها، والفائدة التي حصلت أو الأعراض التي تغيَّرت.

الخطة النظرية لا تنفع، لا بد من مراجعة معالج نفسي بانتظام – أخي الكريم – هذا هو البرنامج الذي أنصحك به.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً