الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم انتظام دقات القلب ومن وجود نبضة سريعة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو الإجابة على سؤالي فأنا بحالة لا يعلم بها إلا الله، ولا أعلم ماذا أصابني.

أعاني من عدم انتظام ضربات القلب، أشعر بنبضة قوية بين النبضات، وأحيانا أشعر بها مرة أو مرتين في اليوم، وأحيانا تكون متتالية كل نصف دقيقة أو دقيقتين، أشعر بها دون القيام بمجهود.

ذهبت للطوارئ وأجريت تخطيط القلب، ولم أشعر بها، ولم تظهر في التخطيط، وقمت بتحاليل الغدة الدرقية، وتحاليل أنزيمات القلب، والسكر، والضغط، وفقر الدم، ومعادن الجسم، جميع التحاليل سليمة و-لله الحمد-.

مشكلتي بدأت منذ حوالي الثلاثة أشهر، كنت جالسة وفجأة أحسست باللاواقعية، وكأنني في حلم، وأحسست بخوف شديد، وضيق في الصدر والتنفس، وزيادة في ضربات القلب، ولا أعلم مالذي يحدث معي، فكرت ربما أنني مصابة بنوبة قلبية، أو سكتة، لا أعلم، ولكنه شعور مرعب، أحسست بذلك لمدة أسبوع أو أكثر، شعور يذهب ويعود.

أصبت بالخوف من الموت فجأة، والخوف من النوبات القلبية، أصبحت أخاف من الخروج، وأقول سوف تصيبني نوبة أو سكتة وأموت الآن، تحسنت قليلا، ولكن أحيانا أشعر بعدم التركيز.

ضربات القلب توترني حتى في وقت الراحة، وعندما تكون نفسيتي جيدة أشعر بها، حتى في الاجتماعات العائلية أشعر بها كل دقيقتين أو ثلاث دقائق، أشعر بنبضة قوية خلال الفحص في الطوارئ تصبح نبضات قلبي جيدة، طبيب الطوارئ نصحني أن أذهب لعيادة القلب لفحص القلب، وأعطاني بيسكور لتنظيم ضربات القلب، نصف حبة لمدة عشرة أيام.

سؤالي: مالذي يحدث لي؟ هل هي حالة نفسية أم مرض في القلب؟ ليس لدي ضغوط نفسية سوى تربية أطفالي حالتي المادية متوسطة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النبضة أو النبضات المفاجئة التي يشعر بها الإنسان هي نبضات تخرج من مكان في القلب، غير المكان الأساسي والمسمى SAN أو sinoatrial node، والذي تخرج منه نبضات القلب الطبيعية، وهو موجود في الأذين الأيمن، وهي الغرفة التي تستقبل الدم من أعلى الجسم وأسفله، لكي تسلمه إلى البطين الأيمن الذي بدوره يضخه إلى الرئتين.

وتسمى هذه الحالة ب Extrasystoles، أو النبضات التي خرجت من مكان غير SAN، ومن المعروف أن تلك النبضة المفاجئة لها علاقة الإجهاد العضلي والبدني، والتعود على تناول المزيد من المياه الغازية caffeinated beverages، أو تناول القهوة والشاي بكثرة، أو الإجهاد العاطفي، أو النشاط الزائد لوظائف الغدة الدرقية، أو حالة الخوف المرضي، أو الفوبيا من بعض الأمراض، أو مرض القلق والتوتر المعروف ب Anxiety.

ومع سلامة تحليل وظائف الغدة الدرقية، وعدم وجود فقر دم، وسلامة تحليل إنزيمات القلب، فإن سبب النبضات الزائدة لديك في الغالب يعود إلى حالة الفوبيا، أو الخوف المرضي، ومن الأدوية التي تعالج مرض الفوبيا، أو الخوف المرضي، والتي تساعد في ضبط الحالة النفسية والمزاجية لأنها تضبط مستوى هرمون سيروتينين، هو دواء prozac 20 mg، قرص واحد يوميا لمدة 6 شهور إلى عام كامل، وهو أحد الأدوية التي تعالج القلق والتوتر والاكتئاب، وعموما تناول تلك يجب أن يكون من خلال طبيب نفسي حتى يحدد لك الدواء والجرعات المناسبة.

مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم ليلا، لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins، وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان morphine-like chemicals، دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا، والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، مع ضرورة المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ويخفف من الشعور بالخفقان.

وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً