الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الخروج والحديث مع الناس.. فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 27 سنة، متزوج ورزقني الله بمولود، أموري طيبة، وأحب أهلي وأسرتي و-لله الحمد-،
ابتليت بمرض نفسي في آخر سنة بالثانوية، لا أحب المناسبات الاجتماعية، ولا أحب الخروج مع الأصدقاء.

اعتزلت الناس، وأحس بالخوف عند رنين الهاتف أو الجرس، وأحيانا أجبر على الخروج، وعند مقابلة شخص ما أتحدث ولكن عند النظر إلى عينيه تأتيني رعشة في شفتي وخدي، وأحس بالحرارة في جسمي، وبعد فترة اكتشفت أنه مرض نفسي.

زرت أشهر الأطباء والاستشاريين النفسيين بالرياض، واستخدمت تقريبا جميع العلاجات وبمدة كافية لا تقل عن 3 أشهر، تناولت: لوسترال، سيروكسات، فافرين، ايفكسور، امتربتلين، سبرالكس، برنتيلكس، سيمبالتا، وبعض المدعمات: لوكسول، اندرال، فلوناكسول، وأخيرا أوقفت جميع الأدوية تقريبا لمدة شهر.

كل الأدوية لم تأت بنتيجة، لكنني بحال أفضل من السابق، حاليا أطلب من الله ثم منكم أن تساعدوني، عشر سنوات وأنا أتنقل من علاج إلى آخر، أقوم بالعلاج السلوكي حاليا، ولا أحس باكتئاب، أحس بقلق بسيط من الناس، وعندما أتحدث أصاب بتكة بصدري، وأحس تعابير وجهي لا أستطيع التحكم فيها، مع رعشة بالخد والشفاه.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راكان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما تعاني منه في المقام الأول أعراض قلق وتوتر ورهاب اجتماعي، وطبعًا علاجها قد يكون بالأدوية والعلاجات النفسية، وكما ذكرتَ لم تستجب لكثير من الأدوية التي وُصفتْ لك، ولا أدري هل استعملتها بجرعاتٍ كافية ولمدة كافية أم لا، دائمًا –يا أخي الكريم– يجب أن يتم استعمال الدواء بجرعته المُحددة الكافية ولوقتٍ مُحدد قبل أن نحكم على نفعه أو عدمه، وهذه المدة دائمًا يجب ألَّا تقلّ عن شهرين.

على أي حال –أي الكريم– الحمد لله أنك تحسَّنت، وأحيانًا بعض الأمراض النفسية، مثل الرهاب الاجتماعي والقلق، قد لا تستجيب للأدوية، ولكن تستجيب للعلاجات النفسية، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي، و-الحمد لله- الآن أنك بدأت في هذا الطريق، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه الشفاء والعافية.

العلاج السلوكي المعرفي –أخي الكريم– يحتاج إلى صبر ويحتاج إلى زمن وإلى وقت، ويحتاج إلى متابعة لصيقة مع المعالج، عليك بتنفيذ ما يُمليه عليك من واجبات ومناقشة ما جرى معك بكل التفاصيل، وسوف يقوم بإرشادك في الأشياء التي لم تستطع النجاح فيها، ويُغيِّر الطريقة التي سلكتها في الفعل المعيَّن في المرة السابقة، فالمتابعة مع المعالج النفسي من أهم شروط نجاح العلاج السلوكي المعرفي، وأيضًا المعالِج يجب أن يكون على دراية تامة وخبرة في هذا المجال، وهذا أيضًا مهمّ، المعالِج النفسي لكي ينجح في العلاج السلوكي المعرفي يجب أن تكون له دراية واسعة وخبرة كافية في هذا المجال.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً