الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العصبية الشديدة بعد الزواج ودواء (لكسوتونيل)

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أود أن أشكركم على هذا الموقع الهائل، وعلى اهتمامكم بالرد على الاستشارات وعدم تركها بدون رد أو جواب، وإليكم استشارتي:

أنا سيدةٌ أبلغ من العمر 42 عاماً، متزوجة، ولدي ولد في الثامنة عشرة وبنت في الثانية عشرة من العمر، وأعاني منذ صغري من عصبية رهيبة، لدرجة أنهم قالوا لي في مصر بأنني أعاني من انسدادٍ في الأورطي، ولقد سافرت إلى باريس، وكان عمري حينها 17 عاماً، وبعد عرضي على طبيب القلب هناك، كان الرد هو أن قلبي سليم والحمد لله، ولكني عصبية جداً، ولا يمكن أخذ مهدئ في هذا السن، ومنذ أن تزوجت زادت العصبية كثيراً، لدرجة أن كل طبيب في أي مجال ينصح بأخذ مهدئ، وفعلاً آخذ الآن (ليكسوتانيل 3م) ولكن ما أشعر به الآن هو أنني لست قادرة على التحمل، وعندما أتنرفز أشعر أن رأسي تنمل، وأشعر بالدم وهو يصعد من وجهي إلى رأسي، وكأن أحداً يشفطه بآلة شفط، وللعلم فإنني أعاني من قرحةٍ في المعدة، وضغط مرتفع، وكوليسترول عال جداً، ودائماً عندي صداع، فما الحل للعصبية ؟

أرجو الإفادة، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

العصبية والتوتر يمكن أن تكون سمة من سمات اضطراب الشخصية، وفي هذه الحالة يكون القلق ملازماً للإنسان وبغير مبرر، وربما يكون ذلك ينطبق عليك لدرجةٍ كبيرة.

الشيء الآخر: هو أن القلق في حد ذاته طاقة نفسية مطلوبة كي يكون الإنسان ناجحاً ومثابراً ولديه الدافعية للعمل والإنتاج، ولكن قطعاً إذا زاد هذا القلق عن اللزوم ربما يكون معيقاً.

أنت الآن تبلغين الـ42 من العمر، وفي هذا العمر أيضاً يمكن للقلق أن يكون مصحوباً بنوع من الاكتئاب النفسي البسيط.

طرق العلاج متوفرة الآن والحمد لله، ومن أهمها:

1- التعبير عن الذات، وعدم الصمت أو السكوت على الأشياء الصغيرة، خاصةً الغير مرضية؛ لأن ذلك يؤدي إلى احتقاناتٍ نفسية تنتهي بدرجة عالية من العصبية والتوتر.

2- تنظيم وقت النوم.

3- ممارسة الرياضة.

4- ممارسة تمارين الاسترخاء، خاصةً التمارين المتعلقة بالتنفس ومجموعات العضلات المختلفة.

5- عدم التشاؤم، واستبدال الأفكار السوداوية والسلبية بما يُقابلها من أفكارٍ إيجابية.

لا شك أن حبوب الـ(لكسوتونيل) من الأدوية المهدئة، ولكنها سيئةٌ جداً؛ لأنها إدمانية، كما أنها تهدأ الإنسان في لحظتها، إلا أنها بعد ذلك تولد فيه العصبية والعنف، وقد اتضح أيضاً أنها تؤدي إلى ضعف في التركيز لدى بعض الأشخاص الذين يستعملونها لسنواتٍ طويلة، وعليه أيتها الأخت المباركة أرجو التخلص منها، وذلك بالتدريج، بأن تأخذي واحد ونصف ملغم لمدة أسبوعين، ثم نصف هذه الجرعة لمدة أسبوعين آخرين، ثم نفس هذه الجرعة تخفض إلى جرعة واحدة كل يومين، وذلك لمدة أسبوعين أيضاً.

سيكون من أفضل الأدوية بالنسبة لك هو تناول الدواء الذي يُعرف باسم (ريمانون)، وجرعته هي حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهرين.
وهنالك أدوية أخرى مناسبة أيضاً، مثل ( سبراليكس)، (زيروكسات)، (فافرين)، (إيفكسر)؛ علماً بأن هذه الأدوية مضادة للاكتئاب، ولكن وُجد أنها فعالة أيضاً ضد القلق، خاصةً في مثل عمرك، وأرجو أن أضيف أن الـ(ريمانون) يتميز بأنه يُساعد على النوم بدرجةٍ كبيرة، وسيكون ذلك مهماً بالنسبة لك بعد انسحاب الـ( لكسوتونيل).

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً