الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تسارع مفاجئ في نبضات قلبي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله في جهودكم.

قبل سنة بالتمام تعبت وأحسست بشيء غريب، أحسست بنبضات قلبي تزيد وجسمي خامل، توقعت أنه الموت، ذهبت مسرعا للمستشفى وأنا خائف، انتهى الفحص وكل شيء سليم، إلا أن عندي قرحة في المعدة، بعدها صرت أشك في أي مرض وأبحث في النت، فكل ما أحسست بشيء بحثت عنه في النت.

ذهبت لدكتور عام وأعطاني سيبرالكس، ثم ذهبت لاستشاري نفسي وغير الدواء إلى باروكسات 30 ملجم وبريكسال 5 ملجم، تحسن وضعي بنسبة 50 في المئة.

الآن أحس بضيق لمدة ساعتين في اليوم، ومزاجي اختلف عما كان عليه سابقا، أيضا إذا أحسست أني سأذهب لأي مكان أو لعمل أتعب قبلها، مع وجود حرارة في أطراف يدي وغثيان.

أرجو مساعدتي في ذلك، فأنا أستخدم العلاج منذ تقريبا 8 أشهر ولم أراجع الطيبب بعدها، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح أنه في البداية حصلت معك نوبة هلع، ودائمًا نوبة الهلع – كما هو معروف – تأتي فجأة في شكل زيادة في نبضات القلب أو التعرُّق أو الرعشة، ويصاحبها خوف شديد، ويذهب الشخص إلى الطوارئ والحوادث، وبمجرد وصوله إلى الطوارئ كل شيء يختفي، ولذلك لا يوجد شيء، وأصلاً لا توجد تغيرات في الفحوصات، لأن هذا هو مرض نفسي وليس مرضًا عضويًّا. هذا من ناحية نوبة الهلع.

أما من ناحية العلاج – أخي الكريم – فطبعًا الدوائين الاثنين الذيْنِ ذكرتهما – وهما السبرالكس والباروكستين – هما دوائين من فصيلة الـ (SSRIS)، وكلاهما مفيد في الاكتئاب وفي القلق والتوتر، وطبعًا كل طبيب يفضل دواءً على غيره، إلَّا أن هذين الدوائين مفيدان في علاج الحالة التي تُعاني منها.

أما بالنسبة أنه لم يحصل تحسُّنًا كاملاً، خمسين بالمائة، فعليك بمراجعة الطبيب – أخي الكريم – بانتظام، لأنه قد يزيد ويرفع من جرعة الدواء، أو قد يُغيِّره وينتقل إلى دواء آخر.

والشيء الآخر الذي أودُّ أن ألفت نظرك إليه هو أهمية العلاج النفسي، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي، مع العلاج الدوائي، إذ أنه بالجمع بين العلاجين – العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي – تكون فرص الشفاء أكبر، وأيضًا الإنسان لا يحتاج إلى جرعة كبيرة من الدواء إذا أضاف المكوّن النفسي للعلاج، فاستصحبْ كل هذه الحقائق – أخي الكريم – عند زيارتك القادمة للطبيب النفسي، واشرح له أنك تُريد علاجًا نفسيًّا مع العلاج الدوائي، وأنا على يقين أنه سوف يحيلك إلى الشخص المناسب لإجراء العلاج النفسي، وقد يرفع جرعة الدواء، أو قد يُغيِّر الدواء نفسه إذا لم يكن هناك تحسُّنًا واضحًا بعد مرور فترة من الوقت من بداية العلاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا الحفظي

    جزاك الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً