الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بصدمة نفسية وتنمر من بعض الناس

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة في مقتبل العمر، أصبت بصدمة نفسية، فقد تعرضت للتنمر من قبل بعض الأشخاص، وتعرضت للإساءة بشكل كبير لفظياً، وحتى جسدياً وأجبرت على أن أفعل أشياء من دون اختياري، فلم أستطع السيطرة على الوضع.

كان هذا قبل سنتين تقريباً من اليوم، ودخلت في جميع أعراض الصدمة، وكنت أشعر برعب شديد من الناس ومن الأصوات! وأعتقد أن هذه المشاعر قلت تدريجياً. ولكني الآن أشعر بالغربة عن الواقع، فأعجز عن السيطرة على مشاعري، فأحياناً تنتابني نوبة مفاجئة من الضحك بلا سبب سواء كنت بمفردي أو حتى أمام الآخرين فأظهر وكأني غريبة أطوار.

تتضارب لدي المشاعر بين الحزن والكآبة والإحباط إلى السعادة الشديدة بدون سبب واضح، وأعاني من كثرة النسيان وصعوبة في التذكر والتركيز، إضافة إلى صعوبة الاختلاط مع الآخرين، ففي كل يوم أحاول وبقدر استطاعتي أن أبدو بأفضل حالاتي.

أشعر ببعض الراحة أثناء وجودي مع الناس أو الأصدقاء، ولكن سرعان ما ينقلب هذا الشعور فأشعر بغرابة الوضع وكأني في المكان الخطأ أو المكان ليس مكاني، فأرغب بالانعزال والابتعاد عنهم، وفي أحيان كثيرة تتضارب لدي مشاعر الحب والكره والغضب، فأشعر برغبة أن أخرج جميع من أعرفهم من حياتي بمن فيهم عائلتي لدرجة أني أبعدت نفسي عن الجميع، فاخترت أن أذهب للدراسة بالخارج لأكتشف نفسي وأعالج مشكلتي، لأني لا أريد أن أؤذي أحداً منهم ولا أريدهم أن يروني وأنا بهذه الحالة.

أحياناً قليلة أكون جالسة فجأة وأشعر بثقل وتنمل في رأسي وكأني لا أعرف نفسي أو لا أعرف المكان الذي أنا فيه.

تمر بي مواقف أكون فيها منفصلة عن الواقع، فأنظر بغرابة إلى الشيء الذي أمامي أو أشعر وكأن الشيء مختلف عن سابق عهده أو أرى أشياء شديدة الوضوح، كأن أنظر إلى شجرة في الظلام ولكنها تكون واضحة جداً، وكأنها غير واقعية، أو إذا كان شخصا يكلمني أنظر إليه فقط من دون الإجابة أو أهز رأسي من دون إجابة محددة مع حركات غريبة لا إرادية، وتزيد هذه الحالة إذا كنت مرهقة.

الحمد لله أنا أؤدي صلواتي دائماً، ولكن أيضاً أخاف بسبب حالتي أن أنسى نفسي وأترك الصلاة، وأيضاً أشعر بفراغ كبير بداخلي، وبعد عن جميع من أحبهم وأفتقد لجزء كبير من طاقاتي، وقليلاً ما أنجز شيئاً نظراً لكثرة النسيان، وحالتي النفسية المتقلبة.

تأثرت دراستي فقد كنت طالبة مجتهدة سابقاً، والآن أواجه صعوبة على إنجاز أهدافي، ولا أعرف ما هي مشكلتي أو كيف أحلها؟! لقد تعبت من القلق وأكره نفسي لعدم إنجازي لشيء مثل السابق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما لا شك فيه أن تعرضك للتنمر والمعاملة السيئة وإجبارك على أشياء معينة يلعب دوراً كبيراً فيما يحصل معك الآن من توتر وقلة تركيز وأعراض قلق عامة بصفة كبيرة ومشاكل في المزاج، أختي الكريمة، وعدم رضاك عن نفسك، فيجب أن لا نكون أسرى للماضي.

الحمد لله أنك تخطيت هذه المرحلة، ولكن يجب عليك العمل للتغلب على هذه المصاعب التي تشعرين بها الآن، ولن يتأتى ذلك إلا بالإرشاد النفسي، تحتاجين إلى إرشاد نفسي لمعاونتك في كيفية التغلب على هذه الأعراض التي تشعرين بها وكيف تنظمين حياتك.

الحمد لله أنك تؤدين الصلاة بانتظام، وأضيف إليها الرياضة يا أختي الكريمة، الرياضة المنتظمة أيضاً تساعد على خفض التوتر والقلق، وأيضاً قراءة القرآن والأذكار والدعاء، كل هذه الأشياء تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة، تنظيم الحياة، وضع جدول أو برنامج يومي وأسبوعي وشهري نبين فيه ماذا يجب علينا إنجازه ويجب أن يكون الجدول غير ضاغط كي لا يكلفنا المزيد من القلق والتوتر، ويكون في مقدورنا أن نفعله لأنه كلما أنجزنا شيئاً زادت الثقة في أنفسنا، وبالتالي رجع إلينا تركيزنا وخفت عندنا الأعراض التي ذكرته يا أختي الكريمة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً