الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحون بالاستمرار على الدواء رغم تكلفته الباهظة؟

السؤال

السلام عليكم ..

قبل 4 سنوات كانت خالتي ترى أناسا، وتسمع أصواتا، وهي في بالها أنهم جن، كانت متوترة جدا، ترمي الأشياء بقوة، عصبية جدا، هذه الأعراض قبل استخدام الدواء Invega 3mg واختفت الآن، وصارت هادئة.

كانت دائما تتوهم أنها مسحورة، وفيها عين، وتهمل النظافة الشخصية بصفة عامة، لا تستحم بالشهور، كما أهملت الجانب الديني، والصلاة، وتتعذر بأنها لا تقدر، ولا تخرج من البيت، ولا تحب أن تقابل الناس، فقط تجلس في البيت، وتشعر بأنها مرتاحة ومبسوطة، تأكل وتشرب وتشاهد التلفاز، ومستمتعة بهذا.

تتناول الدواء تقريبا منذ 4 سنوات، صارت أكثر هدوءا، ولم تعد هناك هلاوس سمعية أو بصرية، ولكن بقيت مسألة النظافة، والاهتمام الشخصي، والصلاة، لم يتغير للأفضل.

سؤالنا: هل تستمر على الدواء، علما أن تكلفته باهضة؟ وما هو سبب رفضها للنظافة والصلاة؟ وكيفية علاجها؟

للعلم يا دكتور، الدواء الذي تأخذه على أساس أنه دواء للظهر، وترفض تماما زيارة دكتور نفسي أو نفسي يزورها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ناصر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

خالتك تعاني من حالة اضطراب ذهاني، والاضطراب الذهاني يأتي بالأصوات (الهلاوس السمعية) وبالضلالات الفكرية، وهذا الذي أدَّى إلى إهمالها النظافة والانعزال عن الناس، فهذا هو تأثير المرض على أدائها في الحياة.

التشخيص واضح، هو اضطراب ذهاني، وبعد ذلك يجب أن نعرف الاضطراب الذهاني ناتج من ماذا؟ لأن الاضطراب الذهاني في هذه السن قد يكون له علاقة بالاكتئاب، أي أنه قد يكون اكتئابًا مع أعراض ذهانية، أو يكون فصام الشيخوخة، أو قد تكون خرف مع أعراض ذهانية؛ لذلك التشخيص مهم، التشخيص النهائي - أي المرض.

الشيء الآخر: بخصوص الاستمرار على الدواء من عدمه: في كثير من الاضطرابات الذهانية عندما يتم التوقف عن مضاد الذهان فإن الأعراض ترجع مرة أخرى، ولذلك طالما ليست هناك أعراض جانبية أخرى فمن المرجّح الاستمرار في الدواء لفترة غير مُحددة.

ولا أدري مَن الذي صرف لكم هذا الدواء إذا هي لم تُقابل طبيبًا نفسيًا، لأن دواء (إنفيجا) طبعًا من الأدوية الحديثة، ويجب أن يُصرف من قِبل طبيب، ويجب أن يتم متابعته بواسطة طبيب نفسي، فإذا استشرتم طبيبًا نفسيًا وشرحتم له الأعراض دون مقابلة له لخالتك، أو إذا أخذتموها إلى الطبيب ولم تُخبروها بأنه دكتور نفسي، فعلى أي حال يجب التشاور مع الطبيب في: هل من الممكن تغيير الدواء إلى دواء آخر أقلّ تكلفة أم لا، ولكن أرى من رأيي الاستمرار على الدواء؛ لأن في إيقاف مخاطرة كبيرة أن ترجع الأعراض مرة أخرى.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً