الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الانطوائية مع وجود الأجواء الاجتماعية الإيجابية

السؤال

أنا امرأة متزوجة وموظفة ولدي طفلان، أعاني من الوحدة بالرغم من وجود عائلة زوجي الكبيرة، فأنا لا أحب الجلوس معهم، مع أنه لا توجد مشاكل بيننا، أحس بالغربة، ولا أحب الناس، فأنا انطوائية وخجولة جداً، وكثيراً ما تعرضت لمواقف محرجة في بداية زواجي، وأشعر بالحقد من زوجات إخوان زوجي لأنهن سعيدات بحياتهن، وعلاقتهن مع أهل زوجي ممتازة؛ لأنهن من الأقارب (أبناء عم) أما أنا فمن خارج عائلة زوجي.

أتمنى أن تكون علاقتي معهم ومع الناس طبيعية، أبادلهم الحديث، وأجلس معهم وأضحك، أحياناً أشعر أني أمتلك الجرأة فأبادلهم الحديث وأجلس معهم قليلاً، ولكن إن حدث أي موقف أمامي يشعرني بالضيق أعود لحالة العزلة مرة أخرى.

في هذه الأيام بالذات أحس بالضيق الشديد لأني أواجه مشاكل في عملي، وأشعر بالوحدة في البيت، فأنا أسكن مع أهل زوجي، وليس لدي أصدقاء، أشعر بأني وحيدة في الدنيا وأني إن مت فلا أحد سيبكي علي.

أرجو منكم الحل، وإذا كان هناك دواء لمثل حالتي فأنا مستعدة للعلاج، فلقد سئمت الخجل والانطوائية لمدة 26سنة، وحيث إني مرضع ولدي مشاكل بالمعدة فهل للدواء تأثير؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.

مصدر معاناتك الحقيقي هو شخصيتك التي تحمل سمات الحساسية والانطوائية والانكباب حول الذات، وربما شيء من الغيرة، مما نتج عنه عدم القدرة على التكيف، والذي ظهر في شكل مزاج اكتئابي وسوداوي.

أرجو -أيتها المباركة- أن تعيدي حساباتك وترتيب أمورك بصورةٍ أكثر إيجابية، فأنت والحمد لله لديك أسرة وعمل، ولا أرى أن هنالك استحالة أبداً في التعايش مع أهل زوجك، فهم أهله كذلك، وعليه أرجو أن لا تضعي زوجك في الموقف الذي يجعله متعدد الولاءات ومتشرذم الوجدان، وإن تفاعلك الإيجابي مع أهل زوجك سوف يجعلك محط تقديرهم وحبهم، فلا أعتقد أن هنالك مصلحة لهم في أن تكوني غير سعيدة.

أما بالنسبة للعلاجات الدوائية، فإني سأصف لك دواءً مضاداً للاكتئاب، يعتبر من الأدوية الفعالة الحديثة وليس له تأثير على ابنك الرضيع، ولا يؤثر سلباً على المعدة، ويُعرف هذا الدواء باسم إيفكسر، وجرعة البداية هي 37.5 مليجراما يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 75 مليجراما في اليوم (كبسولة واحدة) لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 37.5 مليجراما لمدة شهر، ثم 37.5 مليجراما كل يومين لمدة شهر آخر.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً