الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض النفسية التي أعاني منها كيف أعالجها؟

السؤال

السلام عليكم.

الدكتور/ محمد عبد العليم، الوسواس والقلق والتوتر والخوف أتعبتني جدا، ولا أعرف السبب! ففي شهر رمضان الماضي كنت أصلي صلاة التراويح يوميا في المسجد، وفي منتصف الشهر عندما كنت أصلي شعرت بسرعة في ضربات القلب، وعرق غزير، وخوف، وأنني في لحظات الموت، وانتابتني حالة من الخوف الرهيب، وكنت أنوي الخروج من الصلاة، ولكني بفضل الله أكملت الصلاة.

تكرر معي الموضوع مرارا وتكرارا كلما ذهبت للصلاة في المسجد، وفي هذا الوقت كنت تاركا الصلاة بالمسجد، أخاف أن يحصل لي الموضوع ذاته، المهم أنا أصلي ومحافظ على صلاتي، وأذكار الصباح والمساء باستمرار إلى أن وصل الموضوع معي لنوبات خوف من الموت وهلع.

عندما تعبت وشعرت بالملل ذهبت إلى دكتور نفسي، وقال لي: هذه حالة نفسية، وأعطاني علاجا وهو عبارة عن (دوجماتيل، وفلوزاك، ومودابكس، ورستلام) بصراحة أول ما تناولت الدواء شعرت بتحسن في نفس اليوم، واستمررت على الدواء إلى أن تركت الروستلام لوحدي؛ لأنني شعرت أنه دواء إدمان، وبعد ذلك جعلني أترك الروستلام والمودابكس، وبعدها بشهر عدت للمودابكس، وبعد شهر أيضا منع عني المودابكس، وأعطاني سيرباس ونايت كالم كمحسن للنوم.

والآن منذ أربعة شهور وأنا أتناول دوجمانتيل وفلوزاك وسيرباس أحيانا أشعر بتحسن وأحيانا أخرى لا، ويرجع إلي الوسواس ولكن ليس بالطريقة ذاتها، فأنا تعبت من الدواء وأشعر أن لا فائدة منه، أحيانا كثيرة لا أتناول فيها الدواء، مع أنني سمعت أن في مثل الحالات يفضل أن يكون نوع الدواء واحدا، وأنا من كثرة ما قرأت عن الموضوع عرفت أن سيبرالكس من الممكن أن يكون أفضل دواء لحالتي.

أنا تعبت، فبماذا تنصحني أو أي علاج أفضل لحالتي؟ وأنا أيضا أتناول فيتامين (د) وفيتامين (ب) المركب، لأنني سمعت أنه من الممكن أن يكون نقص الفيتامينات هو السبب، وأيضا منذ فترة أول ما شعرت بأعراض الخوف عملت أشعة إيكو على القلب، والنتيجة سليمة، وعملت تحليلا للغدة الدرقية، والنتيجة سليمة أيضا.

آسف على الإطالة، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إيهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحياناً بعد الإفطار في شهر رمضان وحين يتناول الإنسان الطعام خاصة إذا كان الطعام فيه كمية كبيرة من النشويات أو السكريات تفرز كميات كبيرة من الأنسولين عن طريق غدة البنكرياس، وهذا يؤدي إلى انخفاض في مستوى السكر بعد ساعتين مثلاً من الإفطار، وهذا هو الوقت الذي قد يكون الإنسان فيه في صلاة التراويح، انخفاض السكر قد يعطي نوبات تشبه نوبات الهرع أو الفزع، فاحتمال جداً أن الذي حدث لك في بداية الأمر هو انخفاض في السكر كأمر فسيولوجي طبيعي وهذا أشعرك بالخوف، أو احتمال تكون هذه النوبة نوبة هلع وفزع، وأصلاً أنت لديك القابلية للفزع.

الآن الأمر تحول إلى شيء من الوسوسة، والذي يظهر لي أن القلق والخوف والوسوسة هي مكونات رئيسية لما تعاني منه، وهذا قطعاً يؤدي إلى شيء من التوتر أو الانخفاض في المزاج، أيها الفاضل الكريم العلاج الدوائي جيد جداً ولكنه قطعاً ليس العلاج الوحيد، أو يجب أن لا يكون العلاج الوحيد، إنما علاجات النفسية والاجتماعية والإسلامية مهمة جداً، فمثلاً نفسياً لا تهتم بالأفكار السلبية تجاهلها، استبدلها بأفكار مخالفة لها، ويجب أن يكون عندك العزيمة والإصرار أن تقوم دائماً بما هو واجب، لا تنقاد لأفكارك ومشاعرك السلبية، أن تخرج أن تزور الناس، أن تؤدي أعمالك، أن تصلي مع الجماعة، أن تمارس نوعاً من الرياضة لكل إنسان حاجته ففصل وقتك حسب ما تحتاجه ولا بد أن نخصص وقتاً للتواصل الاجتماعي، وقت للترفيه عن النفس بما هو جيد ومشروع، هذا يصرف انتباهك تماماً عن الفكر الوسواسي، أكرر مرة أخرى الرياضة والتواصل الاجتماعي وقبل ذلك الصلاة في وقتها هذه محفزات أساسية للإنسان وتعالج القلق والخوف والوسوسة.

الخوف من الموت هو أحد أعراض نوبات الهرع في بعض الأحيان، والخوف من الموت يجب أن يكون خوفاً شرعياً وليس مرضياً، الخوف الشرعي يحفز الإنسان ليعمل لما بعد الموت، أما الخوف المرضي فهو أمر سلبي جداً معطل لحياة الإنسان، ويجب الإنسان أن يحقره، والإنسان يجب أن يعلم أن الأعمار والآجال بيد الله تعالى هذا الكلام يجب أن يؤخذ يقيناً وتصميماً، بالنسبة للعلاج الدوائي يلعب دورا لا شك في ذلك -أخي الكريم-، وبالفعل عقار سبرالكس سيكون هو الأفضل بالنسبة لك، فيمكنك أن تستشير طبيبك وتتوقف عنه البروزاك وكذلك السلبرايد، من وجهة نظري دواء واحد بجرعة ممتازة سيكون أمراً جيداً، وجرعة السبرالكس التي تحتاجها هي 20 مليجرام، لكن دائماً البداية تكون بـ 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام تتناولها مثلاً لمدة 10 أيام بعد ذلك تجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة شهر ثم تجعلها 20 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين ثم تتوقف عن تناول الدواء، بهذه الكيفية -أخي الكريم- إن شاء الله تعالى تستفيد كثيراً، ولا داعي لتناول الفيتامين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً