الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من قطيعة الزوجة للأم لإهانتها لها

السؤال

حدث خلاف بين زوجتي وأمي، فأقسمت زوجتي أنها لن تكلم أمي أبداً ولو حتى مكالمة عادية في العيد مثلاً أو رمضان، على أساس أنها ليست ملزمة بها أمام الله وإنما أنا الابن هو المسئول.

ولكن هذه المقاطعة ستؤثر علي شخصياً مع إخوتي وأخواتي، حيث إن أمي لن تدخل بيتي بعد ذلك، وبالتالي فإن أخواتي قد لا يزرنني أيضاً ، أي أنني متضرر على المدى البعيد.

أما وجهة نظر زوجتي فإنها ستشجعني على زيارة أمي وأخواتي والسؤال عنهم دائماً وتلبية حاجاتهم، وهذه المقاطعة حدثت بعد عدة خلافات من جهة أمي وكانت زوجتي تصبر عليها، ولكن في المرة الأخيرة أهانت أمي زوجتي إهانة كبيرة، فأقسمت على مقاطعتها.

وقد خيرتني بين خيارين، وهما: إما أن تقاطع أمي بينما أستمر أنا في زيارتها وطاعتها، والسؤال عن أخواتي؛ لأنها صلة رحمي، أو الطلاق.

فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل الأستاذ/ محمد ناجي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح ما بين زوجتك ووالدتك، وأن ينزل رحماته عليكم، وأن يذهب عنكم كيد الشيطان، إنه جوادٌ كريم.

أخي الفاضل محمد: مما لا شك فيه أن زوجتك غير مسئولة عن أمك، وغير ملزمة بها شرعاً، وهذا كلام صحيح من حيث المبدأ، وعليه فإن لها أن تقاطعها إذا أساءت إليها وأهانتها الإهانة الكبيرة التي ذكرتها، رغم صبر زوجتك عليها، لذا أنصح بترك الأمور حتى تهدأ وحدها، ولا تشغل نفسك بذلك الآن، والأيام القادمة علمها عند الله، فكم من صديق صار عدواً، وكم من عدو أصبح صديقاً حميماً، فاترك هذه المسألة جانباً، مع برك بأمك وزيارتها والإحسان إليها وإلى أخواتك، واترك جرح زوجتك حتى يلتئم، ومع الأيام ستنسى هذه الوقائع، خاصةً أن امرأتك فيما يبدو فيها خير وصلاح، ولذلك لم تطلب منك مقاطعة أمك أو التوقف عن زيارتها، هذه هي المسالة الأولى التي أنصحك فيها بألا تضغط على زوجتك وتجبرها على مصالحة أمك؛ لأن هذا قد يبدو مقبولاً الآن، وإنما عليك بالصبر وترك الأمر لله وحده.

الأمر الثاني: كما أتمنى أن تبين لزوجتك أن أم الزوج كأمها تماماً، وأن من برها بك ومحبتها لك إحسانها لأمك حتى ولو كانت مسيئة، ثم اسألها: ماذا ستفعل لو أن أمها هي التي أساءت إليها؟ هل يا ترى ستقاطعها؟ وبين لها بين الحين والأخر أنك غير مستريح لهذه القطيعة، وأن هذا الأمر يؤلمك ويشق عليك، وأنك تتمنى لو أكرمتك زوجتك بالتكفير عن يمينها، والعودة إلى مخاطبة والدتك، خاصةً أنه من المستحيل أن يغير الإنسان والدته، أو يعدل من سلوكها كثيراً مع تقدم السن، واستعن على ذلك ببعض المواد الدعوية المساعدة على ذلك، ولا تنس سلاح الدعاء، فإنه أفضل علاج لحالتك هذه.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً