الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أعاني من ثنائية القطب؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة أبلغ من العمر 36 عاما، أصاب بشكل متكرر بنوبات قلق شديدة تمنعني أحيانا من النوم والأكل ومن مواصلة نمط حياتي الطبيعي، وأفقد عادة خلاله الوزن، حيث أنه خلال نوبات القلق تسيطر علي الهواجس التي عادة ما أقابلها بردة فعل، مثلا أن تسيطر على فكرة أن أمي ماتت فتكون ردة فعلي أن أذهب لأتأكد من أنها ما زالت على قيد الحياة، تتلو نوبة القلق نوبة تشبه الاكتئاب حيث أني أفقد الرغبة في مزاولة أي نشاط.

مؤخرا زرت طبيبا نفسيا وتم إعطائي مضاد اكتئاب، بعد شهرين من تناول العلاج دخلت في نوبة هوس تمثلت بالنشاط الزائد، والرغبة في صرف المال، والرغبة في الكلام، والقليل من الوهم.

أوقف الطبيب مضاد الاكتئاب وشخص حالتي بثنائية القطب، استخدمت 5 ملجرام من مضاد ذهان اسمه التجاري الzonia لمدة شهر وتوقف، والآن مضى على توقيف العلاج أكثر من شهرين.

فهل ما أعاني منه هو ثنائية قطب؟ وهل وضعي آمن الآن نظرا لكوني لا أستخدم أي عقاقير؟

علما بأن الهواجس عاودتني مرة أخرى، ولكن بشكل بسيط ومتفرق.

ملاحظة: يوجد من عائلتي من هو مصاب بثنائية القطب، حيث أن أمي وأختي وابنة خالتي يعانون منه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فطبعًا اضطراب أو ما حصل معك من نوبات الهلع والقلق قد يكون عرضًا من أعراض الاكتئاب، أحيانًا نوبة الاكتئاب تكون معها أعراض قلق وتوتر، والتشخيص يتم على الأعراض الغالبة، فإذا كانت الأعراض الغالبة هي أعراض الاكتئاب نقول أن المريض يُعاني من نوبة اكتئابية، أمَّا إذا كانت الأعراض الغالبة أعراض قلق وتوتر وأعراض الاكتئاب أعراض بسيطة، فنقول أن المريض يعاني من قلق وتوتر. هذا ممَّا ورد في الجزء الأول من الاستشارة.

أما ما حصل معك بعد أن أخذت مضاد الاكتئاب من حدوث نوبة هوس ظاهرة:
فطبعًا عندك القابلية لحدوث نوبات الهوس، لأن عندك تاريخ مرضي في الأسرة، ونعلم أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية له جانب وراثي كبير.

أختي الكريمة: بعض الأطباء يُشخِّصون ما حصل معك بأنه اضطراب من الدرجة الثالثة، والدرجة الثالثة تعني أن نوبة الهوس أتتْ بعد أخذ أدوية الاكتئاب، وليست تلقائية، فلذلك يُسمِّيه بعضهم (من الدرجة الثالثة).

على أي حال: طالما هي نوبة واحدة الآن فيجب أن ننتظر ماذا يرى، وإن كانت عندك أعراض اكتئاب مرة أخرى فالأفضل أن تتناولي مثبتات للمزاج وليس أدوية اكتئاب؛ لأن أدوية الاكتئاب سوف تؤدي إلى حدوث نوبة هوس، والمريض بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية علاجه هو في مثبتات المزاج، حتى وإن كانت النوبة هي نوبة اكتئاب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً