الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدوية الصدمة النفسية سببت لأمي مشاكل مع الآخرين، ما هو الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أمي تعاني من صدمة نفسية منذ كان عمرها 20 عاما، وتزوجت بأبي -رحمه الله- ومنذ خمس سنوات أصبح لديها بعد وفاته حالة من الخمول والاكتئاب وعدم النوم، فذهبنا إلى الطبيب وأخذت أولازين وكونترباس وتوفرانيل وسيرليفت، وبعد شهر تبدل الحال وأصبحت جيدة، ثم تغير حالها إلى النشاط الزائد والكلام الكثير والهجوم في الكلام، مع للعلم لم يحدث تغيير في الجرعة.

وعندما ذهبنا مرة أخرى للطبيب ألغى كونترباس وتوفرانيل وسيرليفت، وقال بسببهم زاد النشاط، وكتب لها أكتينون وأولازين وبريانيل وحقنة كل شهر، ثم لم تنم، وأصبح النشاط زيادة، ثم أخذت كلوزابكس للنوم، فهل له خطورة؟

أريد أن أعرف هل سيستمر النشاط هكذا؟ فهو لم يكن نشاطا عاديا، فهي تعادي الجيران والأقارب، وتحصل مشاكل كبيرة، أريد أن أراها بخير، ولا أعرف ماذا أفعل؟

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

طبعًا من الأحداث الجسيمة التي تمر بالشخص كوفاة شخص عزيز -ودائمًا وفاة شخص عزيز لدى الشخص- قد تكون سببًا في حدوث بعض الاضطرابات النفسية وبالذات الاكتئاب، وهذا ما حصل مع والدتك -أختي الكريمة- جاءتها أعراض اكتئاب واضحة، ولكن للأسف الشديد الطبيب الذي قابلها أعطاها جرعات مكثفة من مضادات الاكتئاب، وأعطاها أكثر من دواء للاكتئاب، ودائمًا نحن نفضّل أن يبدأ الشخص بدواء واحد للاكتئاب وليس عدة أدوية.

على أي حال: حصل ما حصل والآن جاءتها نوبة شبيهة بالهوس، وقد يكون عندها استعداد للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة إذا كان هناك أحد في أسرتها، وتشخص هذه الحالة بأنها اضطراب وجداني من الدرجة الثالثة؛ لأن نوبة الهوس حصلت بعد إعطاء مضادات الاكتئاب.

المهم هو العلاج الآن: أن تتوقف تمامًا عن مضادات الاكتئاب، وتستمر على مثبتات المزاج، تحتاج إلى مثبت مزاج مع العلاج المُهدئ، فمثبت المزاج ضروري لعلاج أعراض نوبة الهوس التي أتت بعد علاج مضادات الاكتئاب، وبإعطاء مثبتات المزاج -بإذن الله-سترجع والدتك إلى حالتها الطبيعية، ولا تستمر معها هذه الحالة.

نوبة الهوس بالعلاج تحتاج إلى شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين حتى تختفي الأعراض، والعلاج قد يستمر إلى عدة أشهر، وبالذات طبعًا والدتك عندها سبب وهو وفاة الوالد، فهذا قد يُؤثّر على فترة المرض، ولذلك -كما ذكرت- تحتاج إلى مثبتات مزاج كافية للسيطرة على هذه الأعراض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً