أنا مصاب بالاكتئاب والوساوس والرهاب منذ الصغر، استعملت أفضل الأدوية، وكنت دائماً أشعر بتحسن كبير في البداية، ولكن سرعان ما تأتي الانتكاسة بعد بضعة أسابيع مما يضطرني إلى تغيير الدواء، وهكذا دواليك.

علمت مؤخراً أنه يوجد دواء مثبت للمزاج يدعى تجراتول، هل ترى أنه يناسبني يا دكتور؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هي الجرعة؟ وما هو وقتها؟ وكم مدة العلاج؟ وما هي الآثار السلبية لهذا الدواء؟ وهل يمكن الانقطاع عنه بسهولة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

تفقد الأدوية فعاليتها بعد مدة من الزمن في الكثير من المرضى، ولكن ننصح بالاستمرار على العلاج؛ لأن هذه الأدوية تستعيد قوتها بعد مضي وقتٍ من الزمن أيضاً، وفي بعض الحالات ربما يحتاج الطبيب لرفع الجرعة الدوائية؛ حتى يتحصل المريض على نفس النتائج الإيجابية التي كان يتحصل عليها في بداية العلاج، بشرط أن لا يتخطى الجرعة الدوائية الصحيحة.

بالنسبة للتجراتول، هو في الأصل دواء مضاد لعلاج الصرع، ولكن في السنوات الأخيرة اتضح أيضاً أنه من الأدوية التي تُساعد على تثبيت المزاج، وهذا الدواء لا يُستعمل لعلاج الاكتئاب والوساوس والرهاب، إنما يُستعمل في علاج حالةٍ تعرف بالاكتئاب النفسي ثنائي القطبية أو الاضطراب النفسي الوجداني ثنائي القطبية، ففي هذا المرض يُصاب الإنسان بنوباتٍ من الاكتئاب في بعض الحالات، ولكن تنتابه أيضاً نوباتٍ من الانشراح المفرط والزائد والغير مبرر في أوقاتٍ أخرى، وقد يتطور هذا الانشراح المفرط إلى نوعٍ من الهوس.
هذه الحالات يُعتبر فيها التجراتول من أفضل الأدوية، ولكنه غير مناسب في مثل حالتك.

التجراتول من الأدوية السليمة نسبياً، ولكن لابد للمريض الذي يتناوله من أن يجري فحصاً للدم؛ للتأكد من مستوى كرويات الدم البيضاء؛ حيث أن هذا الدواء في حالات نادرة جداً ربما يؤدي إلى قلة في عدد الكرويات البيضات، وإذا حدث ذلك فلابد من إيقاف الدواء .

يسهل جداً الانقطاع عن التجراتول، ولكن الشيء الذي ينصح به هو أن يبدأ الإنسان في تناول الجرعة وزيادتها بالتدرج، وكذلك إيقاف الدواء بالتدرج حسب النصيحة الطبية .

وبالله التوفيق.