الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب ورفضناه فهددني بعمل سحر ليسحرني به

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عشرينية أحاول الالتزام بقدر المستطاع، في سنتي الأخيرة أخبرني شاب أنه يريد الزواج، وأخبرته بكل احترام أني لا أريد، وبعدها أصبح مهووساً ويتصل ويرسل من أرقام كثيرة، ولم أكن أرد عليه، فخفت أن أخبر والدي فأعاقب أنا.

كنت على أعقاب الامتحانات فظهر مرة أخرى وأخبرته بأني سأخبر أهلي ولا أضمن موافقتهم، ولا أريده أن يتصل بي أو يتواصل بأي شيء، وبعد تخرجي كنت مشغولة جداً، وصار يلح أنه يريد ملاقاتي لنتناقش، ورفضت وأخبرت والدتي فلم تتقبله وأخبرته برفضها.

أخذ رقم والدي واتصل به ووالدي أخبره برفضه، اختفى مدة أشهر ثم بعث لي من رقم دعوة زواج فلم أرد ثم بدأ يبعث فحظرته.

لدي حساب وأنا لدي صراحة، وفي آخر يوم أرسل أنه سيذهب لمكان معروف بالسحر، وأنه سيعمل لي سحراً يضرني! أنا خائفة ولا أدري ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زرقاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن بُعدك عن الشاب الفاسق المذكور من توفيق الله لك وهو دليل على تحليك بحسن الدين والأخلاق والعفة والأدب، ومما يؤكد هذا التوفيق ما قام به هذا الشاب من لجوئه إلى التهديد بالسحر وهو أمر خبيث محرم ومن كبائر الذنوب، ودليل ما في قلبه من حقد، وما في خُلقه وعقله وفكره من انحراف وضلال، فاحمدي الله تعالى على توفيقه.

أوصيك – أختي العزيزة – بأخذ حذرك من هذا التهديد بزيادة الحرص والاجتهاد بالمحافظة على الأذكار. أذكار اليوم والليلة والصباح والمساء والدخول والخروج، والمحافظة على الرقية الشرعية لنفسك بالإكثار من قراءة القرآن خاصة سورة البقرة، والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء، وقد دلت النصوص على كون الرقية بالدعاء والذكر والقرآن من أسباب التحصين والوقاية والعلاج الرباني من آفات السحر والعين والجان.

ضرورة تعميق حسن الظن بالله سبحانه والاستعانة به والتوكل عليه والثقة به، ثم بالنفس وعدم المبالغة في التوتر والاضطراب والقلق، وإدراك أنه لو كان قادراً على تنفيذ تهديده للجأ إلى الأفعال دون الأقوال لتحيل مقصوده الباطل بدلاً من تعريض نفسه للإدانة والحساب والمساءلة.

أنصحك بعرض تهديده بإشهاد والدك وإخوانك وبعض أهل الخير والأمانة والتأثير، أو الجهات المسئولة في المنطقة لإدانته وإيقافه عند حده.

الإيمان بالقدر يوجب عليك الطمأنينة لأمر الله وقدره وحِكَمِه، قال تعالى عن السحر: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)، (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين)، وتأملي هذه الآيات الكريمة: (قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)، (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى)، وفي وصيته لابن عباس: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، رُفعت الأقلام وجُفّت الصحف..).

هذا وأسأل الله تعالى أن يرزقك القوة والعون والصبر والثقة والثبات والأمن والعافية والسلامة من كل سوء وشر ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات