الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أم زوجي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنتين، وقد طلبت قبل الزواج سكناً مستقلاً، ووافق زوجي، وبعد الزواج وبدون أن أعلم أتت أم زوجي لتسكن معنا، لأنه متعلق بها تعلقاً مرضياً، يبكي كالطفل إذا غابت عنه! وهذا يضايقني ويشعرني بضعف شخصيته، ولكني اعتدت على الأمر، ولكن أم زوجي تضايقني كثيراً، تستفزني بكلامها وتثير غضب زوجي علي، تسمعه قصصاً على أنها وبناتها ظُلموا وضُربوا، ومع أن الأمر ليس كذلك وأصبح زوجي تنزرع في رأسه هذه الأفكار، أنه إذا كان قاسياً وظالماً معي هكذا يثبت رجولته، وأن المرأة يجب أن تُداس دائماً، يقول لي هذا الكلام، وفي نظره أنه من العار أن يكون جيداً مع زوجته، وإلا سيكون بنظر أمه ليس برجل!

تعبت معه جداً، وكلما كان جيداً معي ينقلب فجأة بمجرد كلمة، وأمه تصلي وتصوم وتقوم بالعبادات، ولكن أخلاقها لا تعجبني كثيراً، وتكذب كثيراً، وأحيانا تأخذ أغراضاً لي بغير علمي.

الأهم أنها تكون أمام زوجي كأنها تحبني وأنها طيبة وحنونة، وهو يأخذ بما يراه في ولا يرى الجانب الآخر منها.

أسلوبها في تحريشه علي كله غير مباشر، على أنها تتكلم عن أحد ما وهو يأخذ بهذا الشيء، ولكنها تظهر الطيبة ليس مدحاً بنفسي لكن صدقاً، لا أقصر معها وألوم نفسي لو فكرت مجرد تفكير بأن أقوم بعتابها، حتى لا أكسب حقدها أكثر.

أبقى ساكتة على كل كلامها، والله لم أرد عليها بحرف حتى الآن، لكنها بطبعها حقودة جداً، بمجرد غلطة واحدة تكره الشخص، حتى ابنتها لا تكلمها، أعرف أنه لا يوجد حل إلا الصبر، ولكن لأنني لا أستطيع البوح لأحد فأرجو أن تمدوني ببعض الطاقة الإيجابية، والتفاؤل والصبر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحل كما قلت في آخر رسالتك هو الصبر والتحمل، ومحاولة البحث عن حلول أخرى لمعالجة المشكلة ولو بالتدرج.

لا شك أن واجب الولد نحو والديه هو برهما وطاعتهما، ويحرم عقوقهما عليه.

إن المرأة العاقلة هي التي تساعد زوجها على البر بوالديه احتساباً للأجر والثواب، مهما وجدت منهما من تقصير نحوه.

إليك بعض الإرشادات لحل المشكلة:
-الحوار الهادئ مع زوجك لمعالجة أي إشكال بينكما، بعيداً عن إقحام أمه في الموضوع، في وقت غير وقت المشكلة، بل عند هدوئه واستقرار مزاجه.

- محاولة كسب قلبه بالحنان والكلام العاطفي والطيب منك مهما كان قاسياً عليك، وإشعاره بحبك له، وحرصك على إرضائه احتساباً للأجر والثواب من الله.

هذا التعامل قطعاً سيؤثر فيه ولو بعد حين!

- محاولة ربط زوجك برفقة صالحة ناصحة تؤثر عليه، وإن أمكن إشعار إمام المسجد بواسطة زوجته بنصحه وتوجيهه لحسن التعامل معك دون أن يشعره أنك أخبرتيه بذلك.

- محاولة إكرام والدته والإحسان إليها، وتحمل ما يصدر منها وكسب رضاها قدر الإمكان، وعدم شكواها إلى زوجك، والثناء عليها أمامه، وهذا التصرف منك سيغير نظرتها عنك وتصلح تعاملها معك إن شاء الله.

- حاولي أن تربطيها بأخوات صالحات يؤثرن عليها، خاصة إذا كن في مركز تحفيظ للقرآن الكريم، فتنشغل معهن بالخير، وتتعلم أمور دينها بطريقة صحيحة، وتزكو نفسها، لأن ضعف الإيمان والتدين سبب من أسباب فساد التعامل مع الآخرين.

- عليك بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه أن يصلح لك زوجك وأمه، فالدعاء سلاح عظيم للمؤمن، مع الصبر والتحمل حتى يأتي الفرج.

أسأل الله العظيم أن يصلح أحوالكم جميعاً، ويوفقكم لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً