الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من الديون

السؤال

السلام عليكم.

أريد التخلص من الديون، فأنا في دوامة من الديون لا تنتهي، وكلما انتهت بدأت من جديد، هناك خطأ ما في حياتي، ولكن لا أعرف ما هو؟ أرجوك ساعدني.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتعوَّذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يبارك في العمر والمال.

إن نظام البيع بالتقسيط والتسهيلات الموجودة في الأسواق دفعت بعض الناس إلى التوسع في طلب الكماليات والإسراف في المشتريات، وليت كل إنسان "يمد رجليه على قدر لحافه" ويرضى بواقعه، ويتذكر أن الديون همٌّ بالليل وثقل بالنهار، وسببٌ لضياع الأسر، وكشف الأستار، وربما لجأ بعض الناس والعياذ بالله إلى الاستدانة من المؤسسات الربوية، وهذه كبيرةٌ من الكبائر العظام، بل هي الكبيرة التي قال الله فيها: (( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ))[البقرة:279]. وما لأحدٍ بحرب الله من طاقة.

ولأجل خطورة الديون وأهمية رد الحقوق رفض النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المديون؛ ليردع الناس عن التهاون في مسألة الديون التي ترتبط بالربا بأوثق الروابط؛ فكان إذا وجد الميت مديوناً قال: (صلوا على صاحبكم). ولما كثرت الأموال في الخزينة كان بيت المال هو الذي يسدد ديون الأموات.
ولابد أن نبحث في أسباب هذه الديون؛ لأنه إذا عُرف السبب بطل العجب، ومعظم الذين يقعون في الديون هم الذين يتوسعون في الكماليات والمظاهر التي يجارون بها المترفين، والاقتصاد في المعيشة وحسن التدبير مطلوب، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وقد نُهينا عن إضاعة المال، وقال تعالى عن المبذرين: (( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ))[الإسراء:26-27]، وقال تعالى: (( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ))[الأنعام:141].

ومما يُعينك على التخلص من الديون اللجوء إلى الله، والتعوذ به من غلبة الدين وقهر الرجال، واسأل الله أن يغنيك بحلاله عن حرامه وبفضله عمّن سواه.

واعلم أن بركة الأرزاق إنما تُنال بطاعة الرزاق، والحرص على تقواه، قال تعالى: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[الأعراف:96]. وأرجو أن تُكثر من الاستغفار وتلاوة القرآن، وأمر أهل بيتك بالصلاة والطاعة لله.

وفقك الله لكل خير، وأعانك على تسديد ديونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات مديون دوت كوم و نصف

    لقد أصبت عين القطر أخى ... سلم لسانك و وضح بيانك . فقط ذكرت ما ينبغى ذكره . ان الرجوع الى الله و الندم على ما كان و العزم على ان نعود الى الذنب مرة اخرى و الصدق فى التوبة مع الله . هنا يجعل الله للمرء من كل عسر يسرا و من كل ضيق مخرجا و من كل هم فرجا .
    و الله أسأل لى و للجميع حسن الخاتمة و اصلاح ذات البين و الفوز بالجنة و النجاة من النار .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً