الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع التغلب على حالة الاكتئاب التي أعيشها؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ فترة طويلة من اكتئاب حاد، فقدت الرغبة في كل شيء، أجلس في حجرتي، لا أخرج من المنزل منذ 3 أشهر تقريباً، على السرير لا أقوم بأي شيء غير مشاهدة الأفلام واللعب على الموبايل، لا أريد التكلم مع أي شخص، لأنني فقدت الثقة في كل من حولي، سواء الأصدقاء أو الأهل.

تركت وظيفتي باختياري تقريبا منذ ثلاثة أشهر، وأشعر بفشل رهيب وإحباط لا مثيل لة منذ تخرجي، ولم أنجح في أي شيء، بالرغم من المحاولة والإصرار الدائم، حتى من حولي كانوا يروني قوية، ودائماً متفائلة، لكنني الآن أشعر أنني حقا ضعيفة، ولم أعد قادرة على القيام بأي محاولة أخرى.

يجب أن أعترف أنني فشلت في كل شيء، وهذه الحقيقة، حيث تراودني أفكار بأن ليس لي نصيب في الحياة، وأن الله سيعوضني في الآخرة، ويجب أن أرضى بذلك وأستسلم لكل المؤشرات التي تقول هذا لي منذ الصغر.

كنت وحيدة في المدرسة، وعندما كبرت كانت لي علاقات قوية، وقريبة جدا من الأصدقاء، لكن دائما تنتهي ولا أعلم السبب حقا، فيبدو أن كل من حولي ينتهي سواء بوفاة والدي ووالدتي منذ 10 سنوات، أو بعض الأصدقاء أو الأهل الأقرباء لي، وكنت دائما من يقف بجانبهم، وعندما احتجت لهم لم أجدهم، مجموعة من الإحباطات أوصلتني لهذه الحالة.

بالنسبة للأدوية أخذت سبراكس لمدة شهرين، وبعد فترة لم يعد يؤثر فأخدت إيفكسور 75 منذ شهر، والذي وصفة لي الطبيب منذ عددة سنوات بعد وفاة والدي، وتعرض أخي لذبحة صدرية.

آسفة على الإطالة وعدم الترتيب قي الأفكار، لكنني حقا أشعر باكتئاب لم أمر به من قبل، وليس لي طاقة للخروج والذهاب للطبيب، فأريد أن أعرف إذا كان الدواء جيداً، أم يوجد بديل لحالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

لديك أفكار وسواسية محبطة مستحوذة، والأفكار سلبية بهذه الكيفية قطعًا تؤثِّرُ على المزاج. اختياراتك خاطئة جدًّا، أنت اخترتِ العزلة وعدم الفعالية، واستبدلتها بالحياة الطبيعية، الآن خصصت وقتك لمشاهدة الأفلام واللعب على الموبيل، ولا تريدين الكلام مع أحدٍ، هذا اختيار بإرادتك، والله تعالى حبانا بالعقل لنميِّز، فالاختيار خطأ، والمنهج خطأ، وهذا يجب أن يُستبدل، والله تعالى كرَّمك كإنسان، وأعطاك طاقاتٍ، طاقاتٍ قابلية للتغيُّر.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: أخرجي كل المخزونات السلبية من نفسك، كل المخزونات الفكرية والوجدانية، وأدخلي على نفسك ما هو جديد، الواحد مِنَّا إذا أراد أن يرتِّب مكتبه أو غرفته يخرج ما هو قديم، ويأتي بما هو جديد، وهكذا النفس تحتاج لمثل هذه الصيانات من وقتٍ لآخر. أخرجي كل هذه الأفكار السلبية، وعليك بالفكر الجديد، الفكر المنطقي، أنتِ في قمة الطاقات النفسية والجسدية من ناحية العمر، فلا تُضيع نفسك وعمرك في هذه التفاهات وبهذه الكيفية.

إذًا تغيير الفكر، تغيير المشاعر، وتغيير الأفعال، انهضي بنفسك، وكوني قوية، أو حتى كوني عادية، وسوف تأتيك القوة النفسية والإنتاجية والفكرية.

عناصر العلاج أربعة: الجانب النفسي -وهو الذي تكلمنا عنه- والجانب الاجتماعي، وأهم شيء فيه هو: التواصل الاجتماعي الإيجابي، صلة الرحم، بناء نسيجًا اجتماعيًا إيجابيًا، القيام بالواجبات الاجتماعية، وهذا يعود عليك بمردود نفسي عظيم.

الواجبات الإسلامية أهمها القيام بالصلاة في وقتها، الدعاء، وتلاوة القرآن، معاملة الناس معاملة طيبة وكريمة، هذه مبادئ حياتية أساسية، ومارسي شيئًا من الرياضة، كوني حسنة التوقعات، ضعي خطط لإدارة الوقت، اجعلي لنفسك مشروع حياةٍ تصلين به إلى غياتك.

بالنسبة للدواء: ارفعي جرعة الإفيسكور إلى مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا، لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة وسبعين مليجرامًا يوميًا كجرعة وقائية، وبعد ذلك راجعي طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً