الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالنفور والخجل الشديد من أي شخص يعبر لي عن حبه وشوقه!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة أراها خطيرة، وأرجو منكم مساعدتي جزاكم الله خيرا:

أي شخص يتودد إلي سواء كان صديقا أو حتى أمي وأبي أو أختي أو أي شخص، من يقول لي كلاما يعبر عن حبه لي أو شوقه أو ما شابه ذلك، أشعر بنفور شديد منه، وخجل كبير، ولا أقبل أن أسمع هذا الكلام ولا أستطيع أن أقوله، وأخشى أن يستمر معي هذا بعد الزواج!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن القيم المشرقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويحقق لك الاستقرار والأمن والطمأنينة والآمال.

إظهار المشاعر تجاه الآخرين مطلب ملح لكل إنسان، وكلمة الحب كلمة خفيفة المبنى كبيرة المعنى، تجلب السعادة لمن يسمعها، ولذلك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلب ممن قال أنا أحب هذا لرجل من الأنصار مر أمامهم، فقال النبي: هل أعلمته؟ قال: لا، قال: فأعلمه، فانطلق خلفه ثم قال له: إني أحبك في الله، فرد عليه بقوله: أحبك الله الذي أحببتني فيه، وها هو ذا نبينا -صلى الله عليه وسلم- يقول لمعاذ بن جبل: إني لأحبك، فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

وإذا كان إعلان المشاعر النبيلة وإرسالها للآخرين هو هدي رسولنا الأمين فلا مكان لعادات الناس أو أعرافهم، فالهدي هدي رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، وعليه فنحن ندعوك إلى السعي في تغيير ما أنت عليه، وتودد إلى الناس، واقبل توددهم إليك، وبادر بإعلان حبك لوالديك، واحتسب ثواب ذلك عند الله، فالكلمة شرعية ومقبولة عندما تقال في مكانها الصحيح، وليس في ذلك ما يدعو للخجل، وتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان وليس بضارهم شيئا.

ونتمنى أن لا تنزعج، فإن الوضع سوف يتغير بقليل من الجهد، فاستعن بالله، وتوكل عليه، واسأله من فضله، واجتهد في تدريب نفسك على إعلان حبك لمن حولك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر لك الشكر على السؤال، ونجدد الترحيب بك، ونسال الله أن يعينك على التخلص من تلك السلبية، وتذكر أن أهل الباطل يعلنون مشاعرهم المحرمة دون حياء أو خجل، فكيف نستحي نحن من إعلان ما في نفوسنا من الحب والود والوفاء لإخواننا ولمن هم حولنا.

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً