الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحصن نفسي من الأمراض؟

السؤال

السلام عليكم..

بارك الله فيكم وجزاكم كل خير.

كيف يمكنني تحصين نفسي وجسدي من الأمراض والاختلالات؟ فإني أخاف المرض والموت، وكل حبة صغيرة أحسها في جسمي أدخل في نوبة وسواس وأعتبرها خطيرة.

هل إن قلت: "الحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير من الخلق تفضيلا" عند رؤيتي لشخص مصاب بالسرطان -عافانا وعافاكم الله- لن يصيبني ذلك المرض بإذن الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يحصن الإنسان نفسه من الأمراض، أو ليتحملها إن أتت، ويصبر عليها، ويكون الإنسان متوكلاً على الله تعالى، ويجوز له أن يتداوى منها بالمباح، هذا في المقام الأول.

وثانياً: أن لا يخاف الإنسان من الموت الخوف المرضي، إنما يخاف من الموت الخوف الشرعي؛ لأن الموت أصلاً آت ولا شك في ذلك، والآجال بيد الله، والمرض لا يمنع الموت ولا يأتي به.

الأمر الثالث: هو أن تعيش حياة صحية؛ لأن الوقاية من الأمراض أمر مرغوب فيه من جميع النواحي، حتى من النواحي الشرعية، أن يكون غذاؤك متوازناً، أن تمارس رياضة، أن تبتعد من كل ما يضر بالصحة، أن تنظم وقتك، أن تأخذ القسط الكافي من الراحة، وأن تكون شخصاً فاعلاً ومفيداً لنفسك ولغيرك، وأن تقوم بالفحوصات الدورية دون تنقل بين الأطباء ووسوسة، بمعنى أن تراجع طبيب الأسرة مثلاً أو طبيب الأمراض الباطنية مرة كل 6 أشهر هذا أمر جيد وطيب ومرغوب، وحتى في كثير من الدول الغربية وأمريكا الشمالية مقابلة طبيب الأسنان بصفة دورية هو نوع من الوقاية الجيدة جداً والمرغوبة للوقاية من أمراض الأسنان ومن أجل الحفاظ عليها.

بالنسبة للدعاء:
الدعاء عظيم وأجره عظيم، والدعاء إما أن يستجاب لك، وإما أن يدخر لك، وإما أن يصرف عنك بلاء، وسوف أحيل سؤالك أو استفسارك حول الدعاء الذي أوردته إلى أحد الإخوة المشايخ، والأدعية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شك أنها هي الأفضل، وأن تسأل الله تعالى العفو والعافية والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة، هذا دعاء طيب وشامل وعظيم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.
______________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
وتليها إجابة أ.د. حسن شبالة -مستشار العلاقات الأسرية والتربوية -.
__________________________________________

هناك فرق كبير ببن الوقاية من المرض باتباع الأسباب المتاحة، وبين الهلع والخوف المرضي الذي يؤدي إلى الوسواس، لذا عليك أن تكون متزنا في هذه الأمور، وبعيدا عن الإغراق في التفكير السلبي في المرض أو الموت و نحوها.

وخذ بأسباب الوقاية من المرض، والاستعداد للموت بالتوبة الصادقة، والأعمال الصالحة، وحسن الظن بالله والإقبال عليه فإنه من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.

وبخصوص سؤالك عن الدعاء:
فيشرع لمن رأى مصابا أن يستعيذ بالله من مثل ما أصيب به المبتلى، وبذلك يؤمنه الله من ذلك البلاء، لما في الحديث: ( من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء). رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وعليك أن تقول ذلك الدعاء سرا، ولا تظهر شيئا من السخط والخوف أمام المبتلى، لئلا يتأذى من قولك أو حالك، بل إذا لقيته فحسن خلقك معه، وأظهر التعاطف معه، وادع الله له بالشفاء والعافية.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً