الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السكن في بيت العم مع ابنته المطلقة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو التكرم بإفادتي حول أسلوب التأقلم مع الغربة، حيث أنني أسافر كل ستة أشهر إلى أسرتي، وخلال سفري إليهم أشعر بتعب في القولون وتوتر في الأكتاف، وضيق صباحي، وعندما أسافر عن الأسرة تتغير الأعراض، حيث أشعر باضطراب في النوم.

الأمر تغير الآن، حيث أنني أسكن مع عمي وأسرته، ولديه ابنة مطلقة، مما يجعل السكن يسبب لي ضيقاً نفسياً وتعباً عندما أفكر فيه، ولا يمكن أن أجد سكناً بسبب غلاء السكن، وعدم توفر السكن لغير أصحاب الأسر، مع حاجتي إلى أسرةٍ أسكن معها، ولكن أسرة عمي جعلتني في وضعٍ محرج بإحضار تلك الفتاة المطلقة -وهي ابنته- للسكن معنا.

لا أجد مخرجاً الآن سوى الانتظار حتى أجد سكناً مناسباً، وهو أمرٌ يحتاج إلى راحة نفس وراحة أعصاب، وخاصة أني أكون قد عدت إلى عملي بعد إجازة أحتاج فيها إلى التركيز والراحة، فبماذا تنصحوني أن أفعل؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.

بخصوص استشارتك، والتي تتعلق بما ينتابك من ضيق وآلام عندما تأتي للإجازة، فأقول لك أولاً:

هذا جانب نفسي، ولعل أمراً يضايقك وأنت لا تستطيع اكتشافه، ولذا أرى أن تعرض نفسك على طبيب نفسي؛ حتى يستطيع اكتشاف ما بك، وإذا عرف السبب هان علاجه.


ثانياً: بما أنك قلت قد تغير الأمر وسكنت مع عمك، فأقول لك أخي: لا تتحير وتسجن نفسك في إطارٍ ضيق، فإذا كنت غير مرتاح مع عمك فارحل أخي ولو تُغيّر في مجرى حياتك بتغير مكان عملك أو تغيير عملك كله...أو نحو ذلك، فصحتك تحتل أولويات حياتك، ولا تعجز أمام مشاكل الحياة وعقباتها.

إذا لم تستطيع شيئاً فدعه*** وجاوزه إلى ما تستطيع

أخي! أخشى أن يكون هناك فراغٌ روحي، وهذا أيضاً يسبب شيئاً من الاضطراب والآلام، فحاول أن تُقبل على الله بالعبادة، لا سيما صلاة الفريضة، وقيام الليل عند السحر، فهذا القيام له سر، إذ يقول الله تعالى مادحاً المؤمنين: (وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذاريات:18]، وتُكثر من الذكر، إذ يقول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرعد:28].

اجتهد -أخي- في العبادة والدعاء، وستجد فرجاً قريباً إن شاء الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً