الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالقلق والخوف الشديد من فقدان العقل والتشرد!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 29 سنة، عندما كنت في الثانوية في أحد الأيام كان عندي "مشوار"، وقعت لي قشعريرة، أحسست أني سأموت، وعندما ذهبت للمنزل لم تذهب تلك الفكرة عني، وبدأت أشعر أني سأفقد عقلي، وتحول هذا الوسواس إلى وسواس الخوف من الموت، وبفضل الله تمكنت من القضاء على هذه الأفكار، وعشت حياة عادية من بعد ذلك التعب، وعند دخولي سوق العمل منذ 5 أشهر، كان لابد أن أستقر وحدي؛ لأن مكان عملي في مدينة بعيدة على أهلي.

في أحد أيام العمل زميلة لي أصابتها حالة من عدم التركيز في الكلام، وهي فتاة تتعاطى المخدرات بكثرة، فشعرت بقشعريرة، وأصابني هلع، وخفت أن أفقد عقلي، ومنذ ذلك الحين أشعر أني سأفقد عقلي، وأفقد الذاكرة، وأني لا أستطيع الرجوع لمنزل العائلة، وأبدأ في تخيل الطريق كيف سأرجع للمنزل وأسماء أفراد عائلتي وأصدقائي.

البارحة كنت داخل أحد المواقع أقرأ مقالا على الفصام، وأقول مع نفسي لقد أصبت بالفصام، والآن أشعر بالقلق والخوف الشديد من فقدان العقل والتشرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي الأساس -أخي الكريم– أنت تعاني من قلق وتوتر، ومعه مخاوف وسواسية، وهي جزء من أعراض القلق والتوتر، والخوف من الموت طبعًا من أعراض القلق دائمًا، والخوف أيضًا من حدوث مرض نفسي للشخص، أو فقدان العقل، أو الإصابة بالفصام؛ كل هذه تحصل مع القلق واضطراب القلق.

فإذًا: ما تعاني منه هو اضطراب قلق –أخي الكريم– ويجب أن يُعالج على هذا الأساس، والعلاج: يمكنك أن تأخذ أدوية لعلاج الخوف والقلق، ولعلَّ أفضل دواء الآن يُناسبك هو الـ (سبرالكس 10 مليجرام) ابدأ بنصف حبة –أي خمسة مليجرامات– بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك الانتظار لمدة شهر ونصف حتى تبدأ هذه الأعراض في الزوال، وإذا اختفت الأعراض على هذه الجرعة فبها، وإلَّا بعد شهرين يمكنك زيادة الجرعة إلى 15 مليجراما، ثم بعد أسبوعين تُرفع إلى 20 مليجراما، واستمر عليها، وإذا اختفت معها الأعراض فيجب أن تستمر عليها لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك تُوقفها بالتدرّج بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى تتوقف تمامًا.

وأيضًا مسألة الخوف من الموت –أخي الكريم -: تحتاج إلى علاج ديني متمثِّل في: الالتزام والمحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن والدعاء؛ لأنها تجلب الطمأنينة إلى الشخص، وإذا حصلت الطمأنينة والسكينة ففي كثير من الأحيان يذهب الخوف والقلق والتوتر من الشخص.

وأيضًا عليك بإجراء بعض الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء مثل رياضة المشي يوميًا، لمدة نصف ساعة، ويمكنك أيضًا عمل تمارين للاسترخاء في المنزل مثل الاسترخاء العضلي –عن طريق العضلات– أو الاسترخاء عن طريق أخذ نفس عميق وإخراجه عدة مرات.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً