الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الحساسية الزائدة تجاه الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أنا صاحبة الاستشارة رقم 2403491 لجأت لهذا الموقع المتخصص لعدم استطاعتي للذهاب لطبيب نفسي، ظروفي تمنعني من الذهاب للطبيب النفسي، فأرجوك -يا دكتور- ساعدني في التخلص من حالتي والرجوع إلى طبيعتي السابقة وشخصيتي الأولى، حتى أتمكن من ممارسة حياتي بشكل طبيعي وأكون سعيدة في حياتي، وأتمكن من تربية ابنتي تربية سليمة ومتزنة.

حالتي كالتالي: إحساس بعسر المزاج في أوقات كثيرة، فقدان الثقة بالنفس، وإحساس أني أقل من غيري من الناس، وأني لا أجيد فعل أي شيء، أو التعامل مع أي أحد، وأني غير محبوبة من الجميع، وكل من حولي يتحدث عني.

في أحيان كثيرة أجد مشكلة في الكلام بطلاقة وتلقائية، لكثرة تفكيري في الكلام أثناء التحدث، مما يؤدي لعدم ترتيب الكلام، لا أعرف سببا لهذا العرض، فأنا لم أكن هكذا في السابق، فلدي كثرة التدقيق والتفكير في كل كلمة تقال لي، وتحليلها وتحميلها معنى سلبيا، دائما أفكر في أقل كلمة تقال لي أن الذي أمامي يريد إهانتي أو التقليل مني، مما أرهقني وكرهني في كل الناس والاختلاط بهم، دائمة التفكير في كل المواقف والاحتكاكات حتى البسيطة التي تحدث بيني وبين الناس.

هذه حالتي باختصار، ماذا أفعل للخروج من هذه الحالة والعودة لحياتي السابقة، مع العلم أني لا أستطيع الذهاب للطبيب النفسي، جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك أعراض اكتئاب واضحة في استشارتك، ومنها طبعًا عُسر المزاج نفسه، وكثرة التفكير والتدقيق، والإحساس بالإهانة والتقصير: كل هذه أعراض اكتئاب - أختي الكريمة - وأيضًا يمكن أن نتبيَّن من استشارتك سمات في شخصيتك، فأنت إنسانة حسَّاسة والشخص الحساس دائمًا أيضًا يقوم بتحليل كلّ ما يقوم به الآخرون تجاهه، ولا يكون تلقائيًا في معاملته للآخرين.

على أي حال: العلاج واضح، تحتاجين إلى مضاد للاكتئاب لعلاج أعراض الاكتئاب، ولعلَّ أفضل دواء هو الـ (فلوكستين 20 مليجرامًا)، كبسولة يوميًا بعد الغداء، أو بعد الظهر، وتحتاجين لبعض الوقت لكي تظهر آثار الدواء وتحسين بزوال الأعراض، وهذا يتطلب على الأقل ستة أسابيع، وبعد زوال الأعراض - أختي الكريمة - يجب عليك أن تستمري في الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عن الدواء بدون تدرّج.

أمَّا الشيء الآخر والمهم: فإنك حتمًا تحتاجين إلى علاج نفسي، هناك الآن علاج نفسي يُمكّن الشخص من مهاراتٍ لدعم الشخصية، من خلال جلسات نفسية مُحددة، وهذا يُجرى عادة بواسطة المعالجين النفسيين، وحتى يمكنك التواصل بالنت أحيانًا مع معالج نفسي، حيث يقوم بإعطائك دروسا أو توجيهات في كيفية دعم النفس وتتواصلين معه لشرح ما حصل من تقدّم وما حصل من إخفاقات.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً