الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني مساعدة أهلي في التوبة عن التجاوزات والمنكر الذي يحدث في بيتنا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود توجيهكم في أمر وهو: أني أعيش في عائلة مسلمة -ولله الحمد-، ولكن أعاني جدًا من التجاوزات التي تحصل من كلام بذيء وغيبة ونقاشات في ما لا يهم، وفي صالة الجلوس من المسلسلات والغناء وأنواع المنكرات، وأقوم بدوري بالنصح والتوجيه لإخوتي ووالديّ، ولكني بت أحس بأني ثقيلة عليهم، وبمجرد شروعي للنصيحة يقول البعض: اذهبي لغرفتك إن كنتِ لا تحبين ذلك.

حقيقةً هذا يجعلني في حزن وملل، ولم يعد هناك من يشد على يدي للطاعة، ونحن نعلم حالنا في زمننا هذا، لا أقول أنه شر، ولكن أحس أن الفتن مشرّعة أبوابها والشبهات والشهوات في كل مكان، لقد ضعُف إيماني تدريجيا، أريد نصيحتكم، ماذا أفعل معهم؟ هل أستمر وأصبر أم أكف لكيلا أصبح ثقيلة؟ وفي مثل هذا في الجانب الاجتماعي، فإني عند رؤية منكر أو ما يمس الدين بانتقاص أو تشويه أفعل مثلما أفعل مع أهلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -ابنتنا الفاضلة الناصحة- في موقفك، وتشكر لك كل الحرص على تغيير المنكر، ونسأل الله أن يرزقك الحكمة، وأن يكتب لك الثواب والأجر، وأن يصلح الأحوال، وأن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا شك أن في نصحك لأهلك أو لغيرهم خير لك ولهم، بل في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمان للمجتمعات وضمان، فأثبتي على ما أنت عليه، وتحري الحكمة وتعرفي على أقرب الطرق إلى قلوبهم، وتلطفي معهم، واجتهدي في إيجاد المداخل المناسب إلى نفوسهم، وانتقي الكلمات اللطيفة واختاري الوقت المناسب عند قيامك بالنصح.

ومما ننصحك به:
- كثرة الدعاء لنفسك ولهم.
- الحرص على إيجاد برامج عائلية وثقافية بديلة تجمع بين المتعة والفائدة.
- تدرجي في الإنكار، واجعلي جهدك في المخالفات الكبرى قبل الصغرى، فأنت داعية والداعية كالطبيب الذي يبدأ بعلاج الأمراض الأخطر أولاً.
- قدمي بين يدي نصحك معروف وخدمات ومساعدات.
- اجتهدي في القرب من والديك، واحرصي على كسبهما لصفك وتذكيرهما بأنهما رعاة، والراعي مسؤول عن رعيته.
- لا تتوقفي عن النصح، ولكن جددي في الأساليب وتلطفي في إسداء النصائح.
- تسلحي بالإخلاص، فإنه سبب القبول.
- احرصي على الصبر فإن العاقبة لأهله.
- تواصلي مع موقعك بعد تنفيذ ما طلب منك حتى نتعاون في الخير.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يكتب لك الثواب والأجر، وبارك الله فيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً