الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجعل أخي يحترمني ويقدر معنى الأخوة؟

السؤال

أنا فتاة جزائرية في الثامنة عشر من عمري، لدي أخ في الخامسة عشر من عمره، علاقتي معه ليست جيدة أبدا، في كل مرة أحاول تحسينها لكنني أفشل، وهذا بسبب طبيعة أخي، لا يفهم معنى الأخوة والعلاقات الأسرية، لا يفقه معنى أني أخته أبدا، لا يحترمني ولا يقدرني، يعاملني كأنني لست بني آدم، سمعت منه مختلف أنواع الأقوال الفاحشة، يهينني بكلماته الجارحة، يستقوي علي دائما، في حين أنني لا أتحدث معه إطلاقا ولا أنظر إليه حتى، دائما ما يبحث عن أسباب للتخاصم معي وأنا دائما أتغاضى عن هذا.

أحيانا لا أستطيع التحمل وأنفجر مثل البركان أصرخ وأبكي وهنا أخي يستغل الفرصة ليضربني، لدرجة تصل إلى خنقي مثل الأفلام الهوليودية، أحس كأنه يتصارع معي، أمره غريب جدا، لا أستطيع فهمه إطلاقا، كل ما أريده منه هو بعض الاحترام والتقدير فقط.

أنا أطلب منكم أن تقدموا لي نصائح حول كيفية التعامل معه؛ لأنني وصلت لدرجة أني أريد أن أكرهه، ولا أريد ذلك أن يحدث، أنا أفتقد الحنان ورابطة الأخوة، أريده أن يدرك معنى الاحترام والأخت، أريد ردودا في أسرع وقت من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amira حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يصلح حال أخيك ويرزقك الصبر على تصرفاته.

لا شك أن التربية الأولى للشخص والبيئة التي يعيش فيها لها أثر كبير على سلوكه وأخلاقه، ولكنك لم تبيني لنا في رسالتك هل والداك موجودان، وهل لأخيك رفقة معينة، وهل يعاني من أية أمراض نفسية، حتى تكون إجاباتنا أكثر تفصيلا.

وعلى كل حال يجب أن يكون للوالدين دور في تربية أولادهم، وأن يحرصوا على ربطهم برفقة صالحة حتى ينشأوا على الأخلاق الفاضلة.

وبخصوص طلبك بعض النصائح والتوجيهات للتعامل معه، فننصحك بالصبر والتحمل لتصرفات أخيك نحوك، وأن تستخدمي معه بعض الوسائل المناسبة لمعالجة المشكلة، ومنها:

- إشعاره بالحب والاحترام والعطف عليه، فربما يعاني من فقر في المشاعر.
- محاولة ربطه برفقة صالحة تساعده على إصلاح سلوكه وإبعاده عن رفقاء السوء الذين يعيش معهم الآن.
- محاولة معرفة أسباب هذه التصرفات من خلال الحوار الهادىء معه في وقت راحته ومعالجتها.
- إبلاغ أحد الأقارب الثقات أو أحد المدرسين له بهذه التصرفات وطلب معالجتها من خلاله.

- تشجيعه على القراءة والاطلاع في كتب الأخلاق وحسن التعامل، مثل كتاب أخلاق المسلم، فربما يجهل هذه الأحكام.
- إبعاده عن متابعة ومشاهدة أفلام المغامرات والعنف، وإشغاله ببرامج مفيدة أخرى.

ولعله يعيش الآن مرحلة المراهقة وفيها يتعرض الشاب لكثير من الاضطرابات النفسية، ويحتاج إلى حسن رعاية واهتمام به في هذه المرحلة حتى يتجاوزها، ولو أمكن إقناعه بالالتحاق ببعض برامج المسجد وحلقات التحفيظ وتوصية إمام المسجد عليه، فإن هذا أسهل طريق لإصلاح حاله -بإذن الله سبحانه-.

وفقكم الله لما يحب ويرضى، ويسر أمركم وأصلح أحوالكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً