الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعانيه له علاقة بالمشاكل النفسية؟ وما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.

ظهرت علي بعض الأعراض مؤخراً، وهي ضعف عام في الجسم، وخمول وإعياء، وضعف في التركيز، إضافة إلى حالة تتردد علي بين وقت وآخر أشبه بالنوبة، تمثلت في انتفاخ البطن من الجهة اليسرى، مع خفقان شديد وضيق في التنفس، وتعرق وشعور بتوقف القلب ودنو الأجل، علما بأنها لا تتجاوز ساعة في كل مرة تأتيني.

أذهب إلى المستشفى حال الشعور بالنوبة، وأعمل تخطيطا للقلب وأشعة تلفزيونية، وتحليل دم، وتظهر النتائج سليمة -ولله الحمد- باستثناء انتفاخ القولون، راجعت عدة عيادات باطنية، وتم التشخيص بوجود جرثومة المعدة والقولون العصبي، علما بأنني أعاني منذ فترة طويلة من القلق والاكتئاب.

هل الحالة التي تتردد علي من خفقان القلب، وضعف في التنفس وتعرق وتنمل أحيانا، ودوخة وشعور بالفقدان ودنو الأجل، مشكلة مرتبطة بالقولون وجرثومة المعدة، أم مشكلة نفسية، وما علاجها؟ لأنني أصبحت أخاف كثيرا من السفر والجلوس بمفردي، وحياتي شبه معطلة.

أرجو الإجابة، نفع الله بكم، ليتسنى استخدام العلاج المناسب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحالة التي تعاني منها هي نوبة هلع متكررة، ونوبات الهلع تأتي بأعراض جسدية، هي أعراض القلق والتوتر، مثل زيادة ضربات القلب، وضيق التنفس، والتعرُّق الشديد، وأهم عرض فيها هو الإحساس بدنو الأجل أو الموت، وتستمر لفترة محدودة ثم تذهب، ثم تتكرر مرة أخرى.

هذه -أخي الكريم- هي نوبة هلع، وهي اضطراب نفسي واضح، وليس اضطرابًا عضويًّا، ولذلك كل الفحوصات تكونُ سليمة، ويجب عليك بمتابعة الطبيب النفسي، وعلاجه هو علاج نفسي في المقام الأول، يستجيب للأدوية النفسية من مضادات SSRIS مثل (سبرالكس 10 مليجرام)، هو العلاج الفعال لنوبات الهلع، ابدأ بنصف حبة -أي خمسة مليجرام- بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج إلى شهر ونصف حتى تزول هذه الأعراض، ثم بعد ذلك عليك الاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم خفض الجرعة بالتدرّج.

وعليك أيضًا بالعلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي) مع العلاج الدوائي، فإنه مكمِّلاً للعلاج الدوائي، ويزيد من فرص اختفاء الأعراض، ويُقلِّلُ من فرص رجوع الأعراض مرة أخرى بعد التوقف عن تناول الدواء، فإذًا العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي -وهو السبرالكس- هو العلاج الفعال لمثل حالتك (اضطراب الهلع).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً