الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صدمة وفاة زوجي أفقدتني الشعور بالحياة والناس.

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت بعد حب وفترة خطبة طويلة، وبعد زواجي بستة شهور توفي زوجي بنزيف دماغي فجأة وهو شاب، فأصبت بصدمة، كنت حاملا، وقضيت فترة عدتي بصدمتي وحزني الشديد، وكل من حولي يمنعني من البكاء خوفا على جنيني، وبعد ولادتي حمدت الله وفرحت بصغيرتي، وبعدها بشهرين شعرت بتعب وارتفاع بالضغط، ومع قناعتي أنه عارض زائل إلا أني أصبت بصدمة أقوى، فقد خشيت أن أصاب بمثلما أصاب به زوجي.

ودخلت في حالة حزن وفقدان وزن وانعدام الشهية وخوف مستمر من الموت، ومن عدم وجود زوجي، وفوق كل تعبي أصررت على إرضاع ابنتي والعناية بها.

مر على وفاة زوجي سنة وشهران، وعلى صدمتي الثانية ستة شهور، وحالتي الآن حزينة، سريعة البكاء، أشعر بغرابة الحياة وانفصالي عنها، ودائما أفكر بالموت وذكريات من مراحل مختلفة من عمري تفرض نفسها وأحلام مزعجة، أشعر بعقلي يهرب من الواقع للماضي، أعيش أحداث الماضي قبل زواجي، لا أشعر بالحاضر، مشاعري ونظرتي للحياة غريبة جدا، أشعر أني الطفلة أو المراهقة لا أعلم كيف أصبحت هنا، أو كيف أصبحت أما، وأستغرب من وجود ابنتي، ورغم كل هذا أقضي وقتي بالعناية بصغيرتي، أشعر أن حياتي أصبحت يوما واحدا طويلا كله أفكار عن ذكريات حياتي والموت، حتى فترة زواجي وأحداثها يرفضها عقلي، أشعر بفجوة بهذه المرحلة لا أعلم كيف أرجع أسيطر على حياتي، فقدت التفكير في المستقبل، وانفصلت عن الناس والحياة، وأعاني من عدم التركيز بين الماضي والحاضر، أعلم أن كل شيء بيد الله، لكن لا أستطيع أن أعيد ترتيب حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا وأختنا الفاضلة - في موقعك، ونسأل الله أن يرحم زوجك، وأن يحفظك لطفلتك، وأن يجعل فيها العوض، وأن ينبتها نباتًا حسنًا، وأن يُصلح الأحوال، وأن يكتب لزوجتك المغرفة، وأن يُحقق لك العافية والآمال.

لا شك أن الذي حصل ليس بالأمر السهل، لكنك -ولله الحمد- مؤمنة، وقد أسعدنا ما جاء في ختام رسالتك في موقعك (كل شيء بيد الله)، ونتمنَّى أن تحولي هذه الكلمة إلى أفعال، واحمدي الله الذي وفقك حتى أنجبتِ طفلتك ثم أعانك على رعايتها، واعلمي أن في اهتمامك بها لونا من البر والوفاء لزوجك، وتسلَّحي بالصبر فإن العاقبة للصابرين.

حتى تخرجي ممَّا أنت فيه ننصحك بما يلي:
1) كثرة اللجوء إلى الله تعالى.
2) الرضا بقضاء الله وقدره سبحانه.
3) الدعاء لزوجك ولأموات المسلمين.
4) تجنّب الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
5) شغل النفس بالذكر والصلاة والتلاوة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
6) عدم التمادي في الأفكار السالبة وقطع تسلسلها والانصراف إلى ما فيه الخير.
7) تحويل مشاعر الأسى على الزوج إلى دعوات صالحة له، وأبشري بالخير لك وله.
8) التعوّذ بالله من شيطان همّه أن يحزن أهل الإيمان.
9) الاستمرار في التواصل مع موقعك وعرض ما عندك.
10) اليقين بأن كل واحد لن يموت إلَّا بأجلٍ وأن المطلوب هو الاستعداد بالأعمال الصالحة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً