الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب اجتماعي وخوف من المستقبل.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ضعف الثقة بالنفس منذ مدة طويلة، رغم أن طفولتي كانت دائماً حافلة بالأنشطة والمسابقات التي تميزت فيها، منها مسابقات التلاوة والإنشاد، إلا أنني بدأت أواجه مشاكل حقيقية منذ بداية مساري الجامعي.

فكرة كون الجميع يراقبون ما أفعل ويسعون لتصيد أخطائي ترهق تفكيري، وتمنعني من خطو خطوات حقيقية نحو أهدافي.

أصبحت أخاف من آراء الناس وكلماتهم، حتى لو لم تكن مؤذية أو ساخرة، أتلعثم في الحديث أو أسيء استعمال المفردات فأقول عكس ما أقصد، وقد أضطر لقبول شيء لا أريده لمجرد أني لا أملك الحجة الكافية لأبرر بها ما أريد، وهلمّ جراً.

هذا الرهاب الاجتماعي جعلني أخاف من المستقبل وما يطويه من مجهول.

أحس أني مهما بذلت من مجهود أو مهما درست فلن أصل لأي نتيجة، لأنه لا جدوى من المحاولة. استقوت عليّ نفسي وضعف إيماني بالله تعالى وصرت لا أجد في العبادة وقراءة القرآن أي أثر.

باختصار شديد، ثقتي بنفسي ضعيفة جداً، وقدرتي على تحدي الصعاب ومواجهة الحياة أضعف، أعيش مزاجية مفرطة بشكل دائم، وأحس أني غير قادرة على فعل أي شيء مفيد، وأني مهما حاولت فلن أخرج من هذه الحلقة المفرغة التي أتأذى منها، صحيح، لكني أيضا أخاف الخروج منها.

أحتاج توجيها ومساعدة، بارك الله فيكم وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحلة الجامعة طبعاً تختلف عن مرحلة الثانوية وفيها تحديات أكثر من ناحية الأنشطة ومن ناحية العلاقة مع الآخرين، وقد يكون هذا هو السبب في أنك الآن بدأت تشعرين في فقدان الثقة في النفس والتلعثم عند التحدث مع الآخرين يا أختي الكريمة، ولكن هذه فترة ومعظم الناس يتغلبون عليها ويوصلون في دراستهم وتفوقهم، وقد عالجت كثيراً من طلبة الجامعات من هذه المشكلة.

إذا لم يحصل التحسن بمرور الوقت وازداد الوضع صعوبة -يا أختي الكريمة- قد تحتاجين إلى معالج نفسي لإرشادك ومساعدتك في اكتساب المهارات التي تساعدك في التغلب على هذه الصعاب، وقد تحتاجين إلى دواء كمساعد في الفترة الأولى مثل الدلوكستين 20 مليجرام كبسولة قد يساعد كثيرا في هذا الشأن كبسولة يومياً بعد الإفطار، ويجب أخذه من فترة ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر ثم التوقف عنه بعد ذلك، هذا مع العلاج النفسي والإرشاد النفسي كما ذكرت لك، ولكني على ثقة بأنك ستجتازين هذا الوضع لأنه يحصل لكثير من الناس في الحياة الجامعية ولكنهم يتغلبون عليه ويواصلون حياتهم العادية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً