الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من القلق والتوتر وخوف الجنون؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في ال23 من عمري، عانيت في السنة الفائتة من بعض الحوادث الأليمة كوفاة والدي والرسوب في الجامعة، مما أدى بي في نهاية المطاف إلى توتر وقلق شديدين، ولم أعد أحتمل ما يحصل لي، فذهبت إلى الدكتور فقام بوصف حالتي على أنها قلق اكتئابي وسواسي، حيث أنه دائماً كانت تأتيني وساوس أنني سأصاب بالجنون.

صرت أقرأ عن الأمراض النفسية مثل الفصام وغيرها مما أدى بي إلى الخوف أكثر من أن أصاب به.

وصف لي الطبيب دواء سيروكسات 20 بمقدار حبة في اليوم الواحد، وفي الأيام الأولى من العلاج كانت حالتي سيئة جداً، حيث أصابتني حالة انهيار عصبي بعد موجة ذعر في ثالث أيام العلاج.

جرت الأيام وقد مر الشهر السابع، وأنا أتناول هذا العقار.

أحس بتحسن بشكل عام لكن القلق والاكتئاب والوسواس يذهبون ويرجعون إلى حد البارحة، فقد قرأت أن هنالك نوعاً من أنواع الفصام يدعى بالفصام شبه العصابي، والذي يخطأ في تشخيصه على أنه وسواس قهري مع قلق واكتئاب، (وهو ما يحصل معي)، وأنه ينتهي بنهاية المطاف إلى الفصام، وهو ما أربكني كثيراً وأدخلني في موجة ذعر.

اتصلت بالدكتور الخاص بي فلم يجب على سؤالي لضيق وقته، وطلب مني أن أتناول موتيفال لمدة أسبوع ومن ثم أخبره لكنني ترددت في ذلك.
ما زلت بحالة توتر شديدة منذ قرأت عن الفصام شبه العصابي، ولا أعرف كيف يمكن لي أن أعرف هل أنا حقاً مصاب به أم أنها حقيقة مجرد وسواس وقلق عام، وخصيصاً أنني حتى بالأيام التي يكون وضعي جيداً فيها لا تنفك الأفكار عن الذهاب والمجيئ أنني سأجن أو سأصاب بالفصام.

أرجو الإجابة عن سؤالي، لأنني بوضع صعب، وشكراً لكم جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً أنت كما ذكر الدكتور تعاني من قلق وتوتر، والخوف من الإصابة أو الخوف من الإصابة بالجنون يأتي ضمن هذه الأعراض، أعراض الخوف والقلق ويسمى المخاوف الوسواسية.

أخي الكريم، الزيروكسات طبعاً من فصيلة الأس أس أر أيز، وهو فعال في علاج القلق والتوتر والوسواس، ولكن مثله مثل معظم العلاجات الدوائية، فإنه يحتاج إلى علاج نفسي معه، علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي، يساعد كثيراً في تحسين الحالة المرضية، وفي زوال معظم الأعراض.

أما بخصوص الفصام شبه العصابي فهذا المصطلح وقد ألغي تماماً وأزيل من قائمة التشخيصات، والآن لا يعرف أي مرض باسم الفصام شبه العصابي.

الفصام هو مرض معروف مرض عقلي يتميز بالضلالات الفكرية والهلاوس السمعية واختلال التفكير واختلال الأفعال يا أخي الكريم، وغالباً المريض لا يكون مستبصراً بالمرض فأنت لا تعاني منه، الفصام على حسب ما ذكرته في الاستشارة بل تعاني من قلق وتوتر، وكما ذكرت لك مع الزيروكسات.

أخي الكريم، عليك بالعلاج السلوكي المعرفي -إن شاء الله- وهذا سيؤدي إلى زوال الأعراض التي تعاني منها الآن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً