الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي مصاب بالسحر، ماذا أفعل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطيبي يعاني من أعراض قريبة جدا من أعراض السحر أو المس، وبدأنا نقرأ القران والرقية ولكنه يصاب بإنهاك شديد وصداع عند قيامه بذلك، فهل هناك أي حل، وهل أستطيع القيام بشيء بالنيابة عنه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

من الطبيعي أن تظهر بعض الأعراض في الشخص الذي يكون ممسوسا أو محسودا إذا قرأت عليه الرقية، كالضيق والصراخ والاهتزاز والتعب الشديد والصداع، ولذلك فلا بد من الاستمرار بالرقية صباحا ومساء، وعليه أن يصبر ويتحمل، ويمكنكم الاستعانة براق أمين وثقة كونه صاحب خبرة، ويحفظ من القرآن والآيات التي تؤثر أكثر منكم.

على خطيبك أن يحافظ على الصلاة في أوقاتها، وعلى أذكار اليوم والليلة ولا يتركها أبدا؛ لأن العمل يمكن أن يتجدد مرة أخرى بعد الشفاء.

أوصيك وخطيبك أن تجتهدا في تقوية إيمانكما من خلال كثرة العمل الصالح، فبالإيمان والعمل الصالح توهب الحياة السعيدة، كما قال ربنا سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

ليكثر خطيبك من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ومغفرة الذنوب وجلب القوة الحسية والمعنوية للأبدان قال هود لقومه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

عليه أن يتضرع بالدعاء وهو ساجد ويتحين أوقات الإجابة، ويسأل ربه أن يشفيه ويعافيه، وعليه أن يكثر من دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

من أسباب الشفاء قراءة آية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة والفاتحة، والمعوذتين والإخلاص في كأس من الماء ثم يضاف ذلك الماء المرقي إلى علبة مياه كبيرة ويشرب منها، وكلما نقص أضاف إليه الماء، ويمكن كذلك أن يرقى كمية من الماء ويغتسل منه.

نسعد بتواصلك ونسأل الله له الشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً