الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني تحمل الضغوط؟

السؤال

السلام عليكم.

شخصيتي مثالية باحثة عن الكمال، منذ سنوات بدأت أعمل في البناء وفئة العاملين به، بالإضافة إلى مهام وظيفتي، حتى شعرت أنني وصلت لمرحلة استنفاد كل طاقتي النفسية، وعدم القدرة على تحمل أي عبء أو ضغط أو مشكلة.

بدأت نوبات هلع لأيام بسيطة مرتبطة بأحداث معينة على فترات بعيدة، حتى كانت آخر أزمة، وهي نقلي فجأة بدون اختيار إلى محافظة بعيدة، وزيادة المسئوليات بشكل كبير وتعجيزي، مع عدم وجود أي مزايا مادية أو معنوية أو وجود استراحة، ومع التهديد والوعيد بالفصل والتحقيقات والجزاءات، وكانت هذه صدمة بعد فترة روتين واستقرار وراحة طويلة، وطبعا مصحوبة بإحساس من القهر والظلم، ودخلت في نوبات الهلع وعدم القدرة على النوم لأسبوع متواصل.

جالت في رأسي جميع الأفكار السلبية عن الماضي والمستقبل، مع إحساس مستمر بالقلق والتوتر والشرود وعدم القدرة على الأكل، وكانت عبارة عن موجات صعود وهبوط، بمعنى أحيانا أكون جيدا وفجأة ينقلب الحال إلى ما أشرت إليه، وأعاني من حالات تقلب المزاج باستمرار.

راغب جدا وباحث عن السلام والهدوء النفسي، وينقلب كياني إذا ما شاب هذا السلام شيء، المهم حاليا اجتزت الأزمة السابقة -بفضل الله- ومساعدة من حولي، لكن حاليا أشعر بالترقب والخوف من حدوث أي أزمة أخرى، وتنتابني حالات طفيفة من التوتر بخلاف تقلب المزاج، غير قادر على تحمل أي ضغوط أو أعباء إضافية حتى ولو بسيطة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sam76 حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعض الناس يتمتعون بشخصيات مثل شخصيتك حيث يكونوا مثاليين ويحملون هم لأي شيء، ويحبون دائماً إنجاز الأمور ولا يتحملون الضغوط الشديدة، ولا يتحملون تغيير أوضاعهم، إما بالسفر إلى مكان آخر أو حتى تغيير الوظيفة، أو حتى الترقي في الوظيفة يسبب لهم ضغطا نفسيا، ويتأثرون بما حولهم ولهم حساسية شديدة تجاه الحياة وتجاه الأشخاص الآخرين، ولكن مع كل هذا فهم مستمرون في عملهم بالرغم من هذا الإحساس، وأنا أرى أنك منهم.

دائماً -كما ذكرت- التغيير يسبب لك ضغط شديد، وتغيير الآن مكان العمل سبب لك هذا الضغط ولكن ما سرعان ما تتأقلم، وإن كان تأقلمك يكون بطيء ويأخذ فترة من الوقت، عليك بمحاولة الاسترخاء من الرياضة وبالذات رياضة المشي اليومي، وأن تكون لك هوايات أخرى، وأن لا يكون كل همك في العمل، ويا حبذا لو تكون عندك هوايات أخرى واهتمامات أخرى غير العمل، وتعطي لنفسك وقتا من الفسحة والراحة والترفيه، فكل هذا يساعد في تخفيف الضغوط التي تعاني منها ويساعدك في التأقلم على الأوضاع الجديدة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً