الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أشعر به من نفسي أم من الشيطان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي هو أن لدي العديد والعديد من الوساوس والأفكار التي تجول في رأسي عن الشماتة والعياذ بالله، فكثيراً ما يأتي في رأسي أن أشمت أو سأشمت في أحدهم لو حدث كذا، لا أحب أبداً هذا الشعور ولكنه يظل يراودنيK والمشكلة أنني ومع إنكاره أخشى أن أعاقب بسببه، فبدأت أشك في نيتي، وهل فعلاً ما يدور في رأسي هو شعوري الحقيقي، ولا أعلم إن كان هذا من الشيطان أم ماذا؟

ولكن في بعض الأحيان عندما تأتيني هذه الأفكار يحدث بعدها ما يضايقني بخصوص هؤلاء الأشخاص بخصوص الشيء الذي راودتني الشماتة بخصوصه، فهل هذا -والعياذ بالله- عقاب من الله عن هذه الأفكار؟ وهل هذا يعني أني فعلاً أقصد ما يجول في رأسي من أفكار؟ فماذا أفعل؟ إن الموضوع يضايقني جداً من نفسي، وأني لست إنسانة جيدة وأصبحت متشائمة، فماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يرد كيد الشيطان، وأن يُصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك الطمأنينة والسعادة والآمال.

احمدي الله الذي ردَّ كيد الشيطان إلى الوسوسة، واعلمي أن رفضك للشر دليل على ما فيك وما عندك من الخير، ونُحيِّي المشاعر الطيبة التي دفعتك للسؤال، وهي دليل آخر على الصدق والخير، واحمدي الله الذي فتح بصيرتك ونبهك لخطورة الشماتة بالناس، أو حتى بالمخلوقات، ولا يخفى عليك أن الشامت يُبتلى، والعاقل يُدرك أن الله قد يعافي المُبتلى ويبتلي الشامت المسيء.

أمَّا بالنسبة لما يشغلك به الشيطان من أنك ربما وربما فلا تلتفتي إليه، وعاملي عدونا بنقيض قصده، وقابلي تلك الوساوس بالتجاهل، وأكثري من الاستغفار، فإن ذلك ممَّا يغيظ عدوّنا الشيطان، ولا يخفى عليك أن همّ الشيطان هو أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئًا إذا بإذن الواحد القهار، وأنت مأجورة على ما يعتريك من الهم والحزن أيضًا، ونحن تُمحى ذنوبنا بالاستغفار وتوبتنا، ويغيظ عدونا بذلك، ويبلغ القنوط بالشيطان مداه عندما نسجد لربنا.

وأنت ولله الحمد على خير وجيدة، والدليل هو تواصلك والسؤال، فانتبهي على ما أنت عليه من الخير، واحمدي الله الذي فتح بصيرتك ووفقك للخير.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً