الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي كلها معاصي، فما فائدة العيش إذن؟

السؤال

السلام عليكم.

أتعب من كل شيء في الدين -مع الأسف-، أدري أن ديننا يسر وسهل، لكن الوسواس يطغى عليّ، أفقد حلاوة الدين رغم كثرة حبي لله -عز وجل-، إلا أنني لا أعبده على الوجه الحسن، ومقصرة كثيرا.

وساوسي وأفكاري المعقدة كل مرة تتعقد أكثر في الدين، وأشعر بالعجز، وأحس أنني لم أعد أعرف شيئا، ولا أعرف ماذا أفعل؟

طالما أنني عاجزة وكل حياتي معاصٍ فما فائدة الحياة؟ لا أستطيع أن أعيش بشكل صحيح، وأخشى أن أموت وأدخل النار، أو أن أدخل أقل درجة من الجنة، وأرغب أن أكون في الفردوس الأعلى مع أهلي ومن أحبهم، وأرغب برؤية وجه الله الكريم.

أحس بضيقة في الصدر، وأشعر أنني ضائعة.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Renad حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لكِ هذا السؤال، ونحيِّي حسن ظنك بالكريم المتعال، ونسأله سبحانه أن يُحقِّق لنا ولكم الآمال، وأن يجمعنا برسولنا وصحبه في فردوسه، إنه المتفضّل بالخير والنوال.

تعوّذي بالله من شيطان يحاول أن يوصلك إلى اليأس، واعلمي أن نجاحك في إهمال الوساوس، والتشاغل عنها بما هو خير، بل عليكِ أن تخالفي الشيطان وتطيعي الرحمن، واعلمي أنّ ربنا الرحيم الكريم لم يكلفنا بما هو فوق طاقتنا، واحمدي الله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، فكونه لا يملك سوى الوسوسة دليل على ضعف كيده، كما قال ربنا العظيم: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}.

ومما ننصحك به ما يلي:

1. كثرة اللجوء إلى الله تعالى.

2. قولي (آمنتُ بالله) إذا كانت الوساوس فيها تشكيك، والتعوّذ بالله من الشيطان.

3. قطع تواتر الوساوس لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولينتهِ).

4. تجنُّب الوحدة لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.

5. المواظبة على الذكر والاستغفار والتلاوة وفعل الخيرات.

6. الاستمرار في عمل العبادات وتجنب الإعادة والزيادة. فالموسوس معذور والعمل عند الله مقبول، وهو سبحانه يسامح على القصور.

7. لا تقولي (لا فائدة) فالمطلوب هو أداء التكاليف والقبول من ربنا الكريم العدل الرحيم، الذي لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

8. الاستمرار في حسن الظن مع الاستمرار في العمل.

9. الاستمرار في التواصل مع الموقع، حتى تصلك مواد مفيدة في علاج الوسوسة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً