الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حزين لفراق من أحببتها وأشعر برغبة في الرجوع إليها، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

بدأت أشعر بحزن شديد عندما تركت فتاة كنت أحبها وتحبني، بعد مرور شهرين على العلاقة بدأت تحصل المشاكل وعدم تفاهم بيننا، فدعوت الله أن يفرق بيننا إن لم تكن خيراً لي، فانتهت العلاقة وأخبرتها هاتفياً أن شخصياتنا لا تتناسب مع بعض، ثم أغلقت الهاتف؛ حتى أُنهي المحادثة؛ لأنها علاقة حب الكترونية، وبدأت بالبكاء بشدة؛ لأنها كانت طيبة جدًا وتلتزم بصلواتها مثلي، أشعر برغبة شديدة في الرجوع إليها، لكني متردد، أعلم جيدًا أنها علاقة محرمة، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك ويصلح الأحوال، وأن يجنبك الحرام وييسر لك الحلال، وأن يحقق لك السعادة والطمأنينة والآمال.

لقد أحسنت بإيقاف العلاقة، ونتمنى أن تستمر في البعد عنها وعن غيرها؛ لأن العلاقات المحرمة تجلب المتاعب والأخطار، وتجلب الذنوب وغضب رب العالمين، وعندما تتهيأ للحلال عليك أن تأتي البيوت من أبوابها، وأشرك أفراد أسرتك، وشاور موقعك، وصلِّ الاستخارة حتى تكون البدايات صحيحة؛ لأن البدايات الصحيحة هي التي توصل للنهايات السعيدة، ومهما حصل لك أو لها من الأحزان فعليك بالتوقف طاعة لله تعالى، وتذكر أن الألم الحاصل أهون وأخف من الشر الذي سوف يحصل في حال التمادي في علاقة ليس لها غطاء شرعي، العلاقة المحرمة لها أضرار كبيرة على مستقبل الإنسان العاطفي والأسري، والسلامة لا يعدلها شيء.

ولا يخفى عليك أن الشيطان هو الذي يزين للناس الشر، وهو الذي يدفعهم للعودة إلى الخطأ ومخالفته مطلوبة، والحزن الذي أنت فيه منه، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، فاحرص على طرده بالأذكار والتلاوة، وأشغل نفسك بالخير قبل أن يشغلك بغيره، ولا تفعل مع بنات الناس ما لا ترضاه لأخواتك أو عماتك أو خالاتك، وتذكر أن خيانتنا لأعراضنا تبدأ من خيانتنا لأعراض الآخرين.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد ومرحباً بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً