الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاهدت الله على التوبة، ولكني وقعت في الخطأ فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

عاهدت الله أن لا أرى الأفلام المخلة بالحياء، والحمد الله سار كل شيء بخير، لكن عندما أفتح محرك بحث الكومبيوتر تظهر إعلانات مخلة.

كما أني عاهدت الله أن لا أقول كلاماً قبيحاً كالسب ونحوه، ولكني تفوهت بالشتم وأنا ناس، فماذا أفعل، على الرغم من أني تبت لله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:

إن حرصك على ترك النظر الى الأفلام الإباحية، وترك السب والكلام السيء والتوبة منها، هذا يدل على أنك على الخير، ومع الاستمرار على هذا ستترك كل خطأ مع المدى.

أحب أن أنبه أن ترك النظر للأفلام الإباحية لابد أن يكون تقربا إلى الله حتى تنال الأجر، وكلما عدت إلى المشاهدة عليك بتجديد التوبة، وأن تخلص لله في ذلك، ومما يعينك على ترك مشاهدتها:

* الإكثار من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

* الدعاء والتضرع إلى الله بطلب العفة والبعد عن النظر الحرام في كل وقت، قل في التضرع إلى الله في ساعات الاستجابة، : "يا رب يا لطيف يا ودود يا فعالا لما تريد اللهم أغثني من فتنة الأفلام الهابطة " وادع الله كثيرا "رب اصرف عني السوء والفحشاء، واجعلني من عبادك المخلصين" ، وأسبل الدمع بين يدي الله، وأكثر من الاستغفار ولو في اليوم ألف مرة.

* السعي الجاد إلى التغيير بقرار شجاع مع الاستعانة بالله تعالى، وذلك بتغيير العادات التي تدفع إلى المشاهدة، فلا تقفل على نفسك في الغرفة على نفسك، ولا تكثر السهر، ولا تكثر الخلوة وحدك، وعليك بترك الرفقة السيئة، وأن تشغل نفسك بكل نافع ومفيد، ويجب عليك إبعاد الأجهزة الالكترونية المهيجة للحرام، وحذف جميع المقاطع الخليعة التي بحوزتك.

*عليك بالدعاء بأن يرزقك الله زوجة صالحة، وإن لم يتيسر الزواج، فينبغي الإكثار من الصيام، وترك تناول الأطعمة المهيجة للشهوة.

* من أقوى ما يعينك على ترك النظر إلى الحرام: استشعار عظمة الله ومراقبته في كل حال، وأنه مطلع عليك وسيحاسبك على كل نظرة حرام... كما أوصى لقمان الحكيم ابنه كما حكى الله عنه قال تعالى {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} سورة لقمان.

أما مسألة ترك الكلام السيء، فهذا يقال فيه أن الترك لابد أن يكون تقربا إلى الله، وأن تحقق في نفسك التحلي بحسن الأخلاق، ومما يعينك على ذلك:

*تقوية الإيمان بالله اعتقادا وعملا بالتقرب إلى الله بالعمل الصالح ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"
*وبالدعاء بأن يهدينا الله إلى أحسن الأخلاق.
*وبالعلم ومعرفة أهمية حسن الخلق وفضله وكيف يكون؟
*وبمجالسة أهل العلم والصالحين بأن تكون معهم حتى تكتسب منهم حسن الخلق.
* وبترك مجالسة رفقاء السوء الذين ساءت اخلاقهم ويكثرون السب.
* وبأن تتبع الخلق السيء من السب ونحوه، بأن تكثر من الاستغفار .

أما مسألة العهد، فحقيقته زيادة من التأكيد حتى تلزم نفسك بترك ما حرم الله، وهذا العهد يعد نذرا، ويجب الوفاء بالنذر إذا كان طاعة لله ، وأنت من خلال كلامك حتى الآن لم تقع في مخالفة العهد، بل ما زلت ملتزما به، فما تراه في المواقع الإلكترونية من أشياء مخلة إنما كان من غير قصد منك، وإنما كان النظر عابرا، وكذلك وقوعك في الكلام السيء نسيانا ولا تؤاخذ في كل ذلك، نسأل الله أن يثبتك على هذا الخير، ولكن من الآن فصاعدا لا داعي للعهد أو النذر مرة أخرى، حتى لا تلزمك الكفارة إذا خالفت ما عاهدت الله عليه متعمدا، وكفارة العهد كفارة يمين، بأن تطعم عشرة مساكين كل مسكين كيلو بر.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً